في خطوةٍ حاسمةٍ لاستعادة السيطرة على شوارعها، تبنّت بلدة لوبوري التايلاندية استراتيجيةً جديدةً للتعامل مع أعداد قرود المكاك العدوانية التي تُسيطر عليها.
وتُعرف لوبوري، التي تُلقب بـ"مدينة القرود"، بكثافة قرود المكاك فيها. وقد أعلنت الحكومة التايلاندية في أبريل الماضي عن خطة سلام من ثلاث مراحل للحد من أعدادها تشمل القبض عليها، وتعقيمها، ثم نقلها إلى أماكن إقامة جديدة.
و نجحت "وحدة القرود" التابعة للشرطة في القبض على ما يقرب من 1200 قرد مكاك باستخدام الفواكه الاستوائية كطُعم لإيقاعها في أقفاص.
وتحوّلت لوبوري، التي تبعد حوالي 100 ميل شمال بانكوك، إلى وجهة سياحية شهيرة بفضل قرودها. لكنّ أعداد القرود تضخمت بشكل كبير وأصبحت تُشكّل إزعاجًا للسكان المحليين.
ووصف رئيس بلدية لوبوري الوضع بأنّه "مدينة مهجورة" تقريبًا حيث تُعاني المنازل والأفراد من هجمات القرود المتكررة، مما دفع العديد من الشركات إلى نقل مكاتبها تجنبًا للأضرار.
وسيتم نقل القرود التي تمّ القبض عليها إلى محمية طبيعية تبلغ مساحتها 3000 فدان، لكنّها ستُنقل في الوقت الحالي إلى أقفاص كبيرة منتشرة في أنحاء المدينة.
وذكرت صحيفة "التلغراف" أنّ إحدى هذه الأقفاص تقع في حديقة القرود بضواحي لوبوري وتضم حوالي 300 قردًا تُصاب بحالة من الهياج أثناء وقت الطعام.
وفي منطقة أخرى من المدينة، قام أحد المعابد البوذية ببناء حظيرة مفتوحة تتسع لـ 300 قرد مع منصة خاصة للزوار. ويضم الموقع عيادة خاصة لتعقيم القرود حيث يتم وسم كل قرد بمعلومات عن تاريخ ومكان التعقيم.
وقالت الطبيبة البيطرية سونيتا وينجوان للصحيفة: "نقوم بتعقيم القرود للحد من تزايد أعدادها، كما نقوم بتطعيمها ضد الأمراض مثل داء الكلب الذي قد ينتقل إلى البشر."
وأضافت: "أُغطي أربع مقاطعات، لكن لوبوري لديها بلا شك أكبر مشكلة مع قرود المكاك. في الواقع، إنّها أسوأ مشكلة في تايلاند."
وبدأت السلطات في بذل جهود جادّة للتصدي لهذه المشكلة في وقت سابق من هذا العام، وذلك بعد أن تعرض رجل للاعتداء من قبل مجموعة من قرود المكاك الجائعة أثناء قيادته لدراجته النارية. كما أصيبت امرأة بكسر في ركبتها بعد أن دفعها قرد في مارس الماضي.
ووافقت شرطة مقاطعة لوبوري على استخدام الشرطة لأسلحة "المقلاع" ضد قرود المكاك العدوانية في ضوء تصاعد حالات الاعتداء، وفقًا لصحيفة "بانكوك بوست".
وقال سوتيبونج كيمتوبتيم، من إدارة الحدائق الوطنية في المدينة، إنّه من الصعب القبض على قرود المكاك ونقلها نظرًا لوجود نظام طبقي في مجتمعها، ولأنّها تعمل في عصابات.
وأضاف: "سيكون هناك ذكر مهيمن على رأس كل عصابة، ويتمتع هو وحاشيته بأفضل مكانة. ويمكن للقرود الأصغر سنًا والأقوى أن تقاتل من أجل الارتقاء في التسلسل الهرمي."
وختم قائلاً: "علينا أن نقبض على أفراد العصابة ونضعهم في أقفاص مختلفة لمنعهم من القتال مع بعضهم البعض على الطعام والمكان، فهم جميعًا يحمون أراضيهم بشراسة."