منذ عام 2020، أصبح مصطلح "كوفيد-19 الطويل" أو “لونج كوفيد”.. وهو يشير إلى واحدة من أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم.. وهذه الحالة المزمنة تؤثر على صحة ملايين الأشخاص حول العالم، وتكلف الاقتصادات مليارات الدولارات نتيجة انخفاض إنتاجية الموظفين وتراجع القوى العاملة.
ما هو لونج كوفيد ؟
وتحدث الدكتور زياد العلي ، رئيس قسم البحث والتطوير، نظام الرعاية الصحية في سانت لويس، عالم الأوبئة السريرية، جامعة واشنطن في سانت لويس، عن المرض، قائلا: “في ظل جائحة كوفيد-19، شهدنا جهدًا علميًا مكثفًا أدى إلى نشر أكثر من 24 ألف بحث علمي حول هذا الموضوع، مما يجعل كوفيد-19 الطويل الحالة الصحية الأكثر بحثًا في أي فترة أربع سنوات من تاريخ البشرية”.
كوفيد-19 الطويل يصف مجموعة متنوعة من الأعراض الصحية طويلة الأمد التي تنجم عن الإصابة بفيروس SARS-CoV-2. وتتراوح هذه الأعراض من مشاكل التنفس المستمرة، مثل ضيق التنفس، إلى التعب الشديد وضباب الدماغ، الذي يمكن أن يعيق قدرة الأفراد على أداء مهامهم اليومية.
كما تشمل الحالة حالات صحية مزمنة مثل قصور القلب والسكري، التي يمكن أن تستمر مدى الحياة.
وتابع: “بصفتي طبيبًا وعالمًا، كنت متعمقًا في دراسة كوفيد-19 الطويل منذ الأيام الأولى للجائحة. لقد قدمت شهادتي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي كخبير في هذا المجال، ونشرت على نطاق واسع أبحاثي حول هذه الحالة”.
انتشار لونج كوفيد
ونشرت دراسة جديدة في مجلة "نيو إنجلاند الطبية"، تشير إلى ان خطر الإصابة بمرض كوفيد طويل الأمد قد انخفض بشكل ملحوظ مع تقدم الوباء.
وفي عام 2020، عندما كانت السلالة الأصلية من فيروس SARS-CoV-2 هي المنتشرة ولم تكن اللقاحات متوفرة، كان حوالي 10.4% من البالغين الذين أصيبوا بفيروس كوفيد-19 يعانون من كوفيد طويل الأمد.
ومع بداية عام 2022، ومع انتشار متغيرات عائلة أوميكرون، انخفض هذا المعدل إلى 7.7% بين البالغين غير المطعمين و3.5% بين البالغين المطعمين. وهذا يعني أن الأشخاص غير المطعمين كانوا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد طويل الأمد بأكثر من الضعف مقارنة بالذين تلقوا اللقاح.
ورغم أن الباحثين لم يحصلوا بعد على أرقام دقيقة للمعدل الحالي في منتصف عام 2024 بسبب تأخر ظهور حالات كوفيد الطويلة في البيانات، فإن عدد المرضى الجدد في عيادات كوفيد الطويلة ظل على مستوى مشابه لعام 2022.
وتبين من خلال الدراسة أن هذا التراجع في معدلات الإصابة بكوفيد طويل الأمد يعود إلى عاملين، موضحة أن توفر اللقاحات ساهم في تقليل شدة الإصابة، كما أن التغيرات في الفيروس جعلته أقل قدرة على التسبب في التهابات حادة وربما قللت من قدرته على البقاء في جسم الإنسان لفترة كافية للتسبب في مرض مزمن.