توسّع أكبر حريق غابات تشهده كاليفورنيا منذ ثلاث سنوات ليبلغ أكثر من 307 آلاف فدان - أي ما يقارب مساحة لوس أنجلوس - ولا تزال جهود احتوائه عند نسبة 0٪ حتى السبت.
وكتبت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا في تحديث صباح السبت: "استمرّ حريق بارك في الاشتعال بشراسة بسبب التضاريس شديدة الانحدار والرياح".
وأضافت الوكالة أنه تمّ إصدار أوامر وتحذيرات جديدة بالإخلاء للسكان في عدّة بلدات تقع في مسار الحريق عبر الجزء الشمالي من وادي الولاية المركزي.
واندلع الحريق في تشيكو، على بُعد حوالي 90 ميلًا شمال سكرامنتو، يوم الأربعاء، وتسبّب في إجلاء أكثر من 4000 شخص.
وصرّحت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا بأن الحريق أتى على أكثر من 134 منزلًا ومبنى آخر، ويهدّد بتدمير 4200 هيكل في طريقه.
وأفادت تقارير بأنّ مدينة مينرال، التي يبلغ عدد سكانها 120 نسمة والتي يقع بها مقرّ حديقة لاسّين فولكانيك الوطنية، تمّ إخلاؤها مع اتّجاه الحريق نحو الطريق السريع 36 ونحو الشرق باتجاه الحديقة.
ويُصنّف حريق بارك الآن على أنه ثامن أكبر حريق غابات في تاريخ غولدن ستيت.
وقال بيلي سي، قائد فرقة مكافحة الحرائق: "هناك كمية هائلة من الوقود في الخارج وسيستمرّ الحريق بهذه الوتيرة السريعة".
وأضاف سي أنّ النيران كانت تمزّق العشب والشجيرات والأخشاب والنباتات الميتة بمعدّل يصل إلى 8 أميال مربعة، أو 5000 فدان في الساعة.
وأظهرت إحدى الصور ساحة مليئة بالسيارات والشاحنات القديمة التي احترقت بسبب الحريق.
وتمّ التقاط "أعاصير نارية" غريبة - وهي أعاصير تتشكّل من النيران - على الفيديو وهي تدور في شوارع تشيكو، وتمّت مشاركة الفيديو على منصة X من قبل "نوركال سكاي وورن".
وأظهر فيديو فضائي التقطته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الدخان المتطاير واللهب المتوهّج من الفضاء.
وتمّ تحديث نسبة احتواء الحريق لفترة وجيزة إلى 3٪، لكنّها عادت إلى 0٪ مع انتشاره في مقاطعتي بوت وتيهاما، اللتين تمّ إعلان حالة الطوارئ فيهما.
ويُحظر حاليًا حرق النيران في الهواء الطلق في تيهاما، ومن المتوقع أن تصل جودة الهواء إلى مستويات "غير صحية للغاية"، وفقًا لهيئة مراقبة تلوّث الهواء في مقاطعة تيهاما.
وتمّ تكثيف جهود مكافحة الحريق يوم السبت لتشمل 61 فرقة إطفاء، و231 سيارة إطفاء، و2484 فردًا، و16 مروحية، وعدّة طائرات ناقلة للماء لإخماد الحريق عندما تسمح الظروف بذلك، وفقًا لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا.
ويقول خبراء إنّ الغابات الكثيفة والجافة في المنطقة ساهمت في انتشار الحريق بسرعة عبر منطقة لم يتمّ تخفيف أشجارها بسبب حرائق الغابات الأخيرة، وفقًا لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل.
وأعاد الحريق ذكريات مؤلمة لأولئك الذين عاشوا حريق كامب القاتل في عام 2018، الذي اندلع في بارادايس القريبة، على بعد 20 دقيقة فقط من مكان اندلاع حريق بارك.
وتمّ الأمر بإخلاء بلدة بارادايس بأكملها مساء الجمعة.
وكان حريق كامب هو الأكثر تدميراً في تاريخ الولاية، حيث أسفر عن مقتل 85 شخصًا والتهام 11 ألف منزل، بعد أن اشتعلت فيه النيران بسبب عطل في معدّات شركة "باسيفيك غاس آند إلكتريك".
لكن كلًا من ذلك الحريق وحريق ديكسي الضخم في عام 2021 لم يصلا إلى تشيكو.
وقالت السلطات إنّ حريق تشيكو اندلع بسبب رجل دفع سيارة محترقة إلى واد في حديقة بيدويل بعد ظهر يوم الأربعاء.
وألقت الشرطة القبض على روني ستاوت، البالغ من العمر 42 عامًا، يوم الخميس بتهمة الحريق العمد.
وأفادت صحيفة "سكرامنتو بي" أنّ ستاوت مُدان حاليًا بتهمة القيادة تحت تأثير المخدّرات، وقد أدين بتهمة التحرّش بطفل في عام 2001 والسّرقة مع إلحاق أذى بدني خطير في عام 2002.
وإذا ثبت أنّه أشعل الحريق عمدًا، فقد يواجه ستاوت السّجن لمدّة تصل إلى تسع سنوات، لكن نظرًا لـ"الضربتين" السّابقتين له، فقد يُحكم عليه بالسّجن المؤبّد بموجب قانون كاليفورنيا.
وأفادت الصحيفة بأنّ 10-15٪ فقط من حرائق الغابات في الولايات المتحدة تندلع بسبب الحريق العمد، مع إلقاء اللوم على النشاط غير البشري، بما في ذلك البرق وخطوط الكهرباء.
ويُعدّ حريق تشيكو واحدًا من بين العديد من حرائق الغابات التي تندلع في جميع أنحاء الغرب. فقد كان هناك أكثر من 110 حرائق نشطة تمتد على مساحة 2800 ميل مربع حتى يوم الجمعة، وفقًا للمركز الوطني للتنسيق بين الوكالات فيما يتعلّق بحرائق الغابات، بما في ذلك في ولايتي أوريجون وأيداهو.