تسبب توقف شبكة الجيل الثالث في حرمان سائقي بعض سيارات فولكس فاجن، بما في ذلك عدد من الطرز المصنعة بين عامي 2014 و2019، من الوصول إلى خدمة Car-Net، التي توفر ميزات مثل التشغيل عن بُعد، إشعارات الخدمة الآلية، المساعدة في حالات الطوارئ، وتنبيهات مكافحة السرقة.
في عام 2022، أخطرت فولكس فاجن السائقين المتضررين، بما في ذلك سيارات لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، أن الحل التقني تأخر بسبب الوباء.
ومع ذلك، لا يزال هؤلاء السائقون غير قادرين على الوصول إلى خدمات الاتصالات عن بعد بعد أكثر من عامين.
وفي هذا السياق، أعرب بعض العملاء عن خيبة أملهم بسبب التأخير، مشيرين إلى أنهم لو كانوا يعلمون أن استعادة الاتصال قد تستغرق وقتًا طويلاً، لكانوا قد اختاروا خيارات أخرى.
فولكس فاجن ليست الوحيدة
كما أن فولكس فاجن ليست الشركة الوحيدة التي تواجه هذه المشكلة؛ فقد تأثرت أيضًا مركبات هيونداي ونيسان، حيث فقدت بعض الميزات بعد انتهاء الجيل الثالث من الشبكة.
بالإضافة إلى ذلك، أبلغت نيسان مؤخرًا نحو 3 آلاف من مالكي سيارات ليف في المملكة المتحدة أنهم سيفقدون الوصول إلى الخدمات المتصلة بعد إغلاق شبكة الجيل الثاني.
تواجه صناعة السيارات تحديًا كبيرًا في الحفاظ على استمرارية البرمجيات المتطورة، خاصة في ظل التحول إلى السيارات "المحددة بالبرمجيات" التي يُفترض أن تتجدد بمرور الوقت.
في حين أن الهواتف الذكية تتلقى التحديثات لعدة سنوات بعد الشراء، فإن السيارات تتطلب دعمًا طويل الأمد نظرًا لعمرها الطويل على الطرق، الذي يصل في الولايات المتحدة إلى متوسط عمر قياسي يبلغ 12.6 عامًا.
يواجه قطاع السيارات ضغوطًا لمواكبة التحديثات البرمجية على مدى سنوات طويلة، وهو ما يتطلب من الشركات التفكير مليًا في كيفية الحفاظ على تحديث برامج السيارات وضمان فعاليتها على المدى الطويل.
ماذا يحدث إذا توقفت السيارات عن تحديث البيانات؟
تحاول الشركات ضغط الأطر الزمنية لتصبح أقرب إلى عالم الإلكترونيات الاستهلاكية، مما يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية تقليص فترة دعم البرمجيات من 15 عامًا إلى أقل من ذلك.
كما تسعى شركات صناعة السيارات للاستفادة من فكرة السيارات "المحددة بالبرمجيات" كوسيلة للدخول إلى قطاع البرمجيات منخفض الهامش وعالي الربح.
يقول خبراء السيارات إن الصناعة لم تعلن عن التزامات واضحة بشأن مدة استمرار تحديث المركبات الأحدث التي تعتمد على البرمجيات.
إذا فقدت هذه المركبات القدرة على تلقي التحديثات قبل انتهاء فترة استخدامها الطويلة، فإن "من يحمل الحقيبة" قد يخسر الكثير من قيمتها عند إعادة بيعها، كما يشير فيليب كوبمان، الأستاذ المشارك في جامعة كارنيجي ميلون والمتخصص في برمجيات النقل والسلامة.
ويتوقع راي كورنين، نائب الرئيس الأول والمدير العام لمعالجات السيارات في شركة إن إكس بي، أن مستقبل برمجيات السيارات سيكون مشابهًا للحاضر إلى حد كبير.
ويقول كورنين: "ستكون المركبات مصممة لتدوم من 10 إلى 15 عامًا"، مع استمرار دعم الموردين مثل إن إكس بي بعد مرور فترة الـ15 عامًا.
ومع ذلك، فإن الجزء الأكبر من التحديثات سيحدث في غضون خمسة إلى عشرة أعوام من تاريخ شراء السيارة.