بقدر ما توجد قلوب بيضاء محبة في عالمنا، تنبض بالحب والحنان والمشاعر الجميلة؛ توجد أيضًا قلوب سوداء حاقدة وغيورة تنبض بالكراهية والحقد والمشاعر السلبية، نعم، الكراهية والحقد يولدان العدائية والأسلوب الهمجي العدواني في التعامل مع الآخرين.
ومما لا شك فيه أن أسلوب التربية ووجود المشاعر أو عدمها هو ما يصنع الإنسان محبًا وحنونًا، أو حاقدًا وناقماً على من حوله.
هذه النوعية من القلوب السوداء تصنع إنسانًا مريضًا وناقصًا، لا يثق في نفسه أبدًا، يظن أن العالم ضده ويعتبر نفسه ضحية للمجتمع وللظروف، يستطيع جيدًا أن يمثل دور المظلوم بل ويتقنه حتى لو كان ظالمًا، يستخدم سلاح الاستعطاف والبكاء في جذب مشاعر الآخرين ليكسبهم لصفه ضد من يعادي من البشر، وفي الحقيقة يكون هو سبب العداء والبغض والأذى لنفسه ولمن حوله.
يعيش تعيسًا ولا يعرف شيئًا عن السعادة في الحياة، أقل موقف يزعجه لأنه دائم التربص لغيره، لو عرف قيمة الحب؛ لتجاهل معظم المشاعر السلبية التي تزعجه، ولعرف معنى السعادة، ولكانت حياته أبسط وأجمل، لكن للأسف من يُسقى بالقسوة؛ يطرح نبتة الحقد والكراهية.
ونواجه في حياتنا كثيرًا من هؤلاء البشر الذين نرى منهم ما يزعجنا ويعكر صفو حياتنا، وللأسف رغم تجاربنا معهم بالنصيحة نجدهم لا يحسنون من أنفسهم ولا يتغيرون للأفضل، وهنا تأتي نقطة مهمة وهي أن الطبع يغلب التطبع دائمًا، مهما تطبع الإنسان على شيء، يغلبه طبعه ويظهر عليه رغم عنه.
ولكي نسعد في حياتنا؛ يجب أن نتجنب هؤلاء الأشخاص السامين غير السويين، لأن التعامل معهم خطر وضياع للوقت والصحة، فلا يمكننا أن نستثمر ما تعلمناه وتربينا عليه من قيم ومبادئ وأخلاقيات مع مثل هؤلاء، لأنهم ليسوا مجرد أشخاص أخطأوا، ويريدون إصلاح أنفسهم، بل هم أشخاص يتخذون من الكراهية والحقد والقسوة والعدائية أسلوبًا لحياتهم، ولا يحبون أن يكون غيرهم سعيدًا.
وجود هؤلاء الأشخاص رسالة لنا، أن نظل كما نحن، محبين للحياة ولأنفسنا ولغيرنا من البشر، لأن من يسلك طريق الحب وإسعاد غيره من البشر؛ هو الذي يحب الخير لغيره ويصنعه، أما من يسلك طريق الكراهية والأذى؛ فهو من يؤلمه سعادة غيره، ويكون شخصًا شريرًا، علينا أن نعرف جيدًا مع من نتعامل، ومع من نستثمر وقتنا، صحتنا، نصائحنا، مبادئنا وأخلاقياتنا.