قال أ.د عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر - أمين عام هيئة كبار العلماء، لأئمة وواعظات ليبيا: إن دوركم كعلماء فكر ديني مستنير في غاية الأهمية وخاصة في هذه المرحلة بالتحديد، وهي مرحلة البحث عن مخارج آمنة لأزمة الأفكار المغلوطة التي انتشرت في بعض المناطق بليبيا الشقيقة، وهنا يأتي دوركم لتصحيح هذه الافكار المغلوطة عن هذا الدين السمح، وإعلاء قيمة حب الوطن وإطفاء الحرائق المشتعلة والحروب والنزاعات.
شومان لمتدربي ليبيا: دوركم الدعوي لا يقل أهمية عن دور المقاتل في الميدان
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات الدورة التدريبية الثالثة والعشرين التي تعقد بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر لـ 43 إمامًا وواعظًا من دولة ليبيا بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، بحضور اللواء وائل بخيت - نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، وأ.د عبدالدايم نصير - أمين عام المنظمة.
وأكد أ.د شومان على أن أئمة ووعاظ ليبيا يستطيعون تقديم الكثير بعلمهم، وأن رجال الأزهر وعلماءه يقدمون كامل الدعم من الناحية الفكرية من خلال هذه الدورات التدريبية لاكتمال دورهم الدعوي المهم الذي لا يقل عن دور أي مقاتل شجاع في ساحة المعركة لحماية وطنه، فعلماء ليبيا يتعاملون مع كل الفئات والتيارات، ولهم القبول عند الجميع إن أحسنوا الأداء وتميزوا بدعوتهم السمحة والاستقلالية وإعلاء المصلحة العليا للبلاد دون تحزب لتيار أو فئة بعينها. مشيرًا إلى أهمية أن يضع الجميع نصب عينيه استقرار ليبيا والعمل على وقف النزيف والخلاف والنزاعات والالتفات إلى الفكر الذي يرمي لتحطيم مقدرات هذا البلد العربي الشقيق حتى ترجع ليبيا دولة رائدة في المنطقة العربية، معربًا عن أمله في تحقيق نجاح ينتهي إلى عودة اللحمة لجميع الليبيين لتصطف ليبيا صفًّا واحدًا مع أخواتها من الدول العربية الشقيقة حتى تبنى قوة عربية تحسب لها حساب بين دول العالم.
قال أ.د سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر - نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة: إن التغير الجذري في آلية التفكير والرقي بعقول أبناء الوطن وتخليصه من براثن الأفكار المتطرفة والنهوض بمستقبل الأوطان والوصول بها لبر الأمان يحتاج إلى صبر وجمع كلمة أبنائه على كلمة الحق ولم الشمل حتى تتخطى جميع العقبات التي تعترض تحقيق هذا الهدف، وتأتي هذه الدورة ترجمة عملية في هذا الصدد الذي نتطلع إليه جميعا.
من جانبه قال أ.د/ محمد المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب: إن هذه الدورات التدريبية تأتي مدعمة ببرنامج علمي شرعي مكثف على يد كبار علماء وأساتذة الأزهر الشريف، والمقصود منها بيان المفاهيم الصحيحة عن الإسلام وتفكيك الفكر المتطرف؛ حيث ترتكز على عدة محاور أهمها: تسليط الضوء على ظاهرة التكفير في المجتمعات الإسلامية وعرض أسبابه وتوضيح كيفية علاجه، من خلال بيان جوانب التجديد في الفكر الدعوي، وشرح مقومات العقل الناقد، مع التركيز على معالم المنهج الأزهري الوسطي، الذي يشمل شرحًا لفقه المقاصد الشرعية، وإيضاح كل ما يتعلق بضوابط الفتوى والإفتاء، وتناول العديد من القضايا الفقهية المعاصرة والنقاش حول التطرف في فهم النصوص الشرعية عند المتطرفين، مع التركيز على محور نفسي هام وهو التأهيل النفسي للمحاور مع أصحاب الأفكار الشاذة والمتطرفة، وطرق مواجهة الفكر الإلحادي المعاصر، مع الأخذ في الاعتبار أهمية توعية المتدربين بكيفية توظيف السوشيال ميديا في مواجهة المتطرفين.