تتسم العلاقات بين مصر وألمانيا بالتوازن الذى يأتى على أساس الروابط التاريخية، والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وارتكازاً على ثقل البلدين في محيطهما الجغرافي، ومكانتهما الدولية.
أسفرت العلاقات المتميزة والوطيدة بين البلدين الكبيرين عن تعاون متميز وفعال فى مجالات متنوعة فى مقدمتها الصناعة، والتعليم والبحث العلمى ثم قطاع السياحة، والانشاءات، والقطاع الخدمى، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات.
وكان التعاون الأكبر الذى جاء منذ أكثر من عشرين عاماً، إنشاء الجامعة الألمانية بالقاهرة، والتى جاءت نتاج مجهود ضخم، أثمر عن خروج الجامعة للنور، لتصبح أكبر جامعة ألمانية تقام خارج ألمانيا وباتت أكبر جامعة عابرة للحدود على مستوى العالم.
والجامعات عابرة الحدود، تعمل على إرساء ثقافة السلام ودبلوماسية العلم فى العالم، كما أنها مركز للالتقاء والتواصل عبر الأمم، ولها دور مهم في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا والاقتصاد والثقافة والصناعة.
فى لقاء بمدينة شتوتجارت عاصمة ولاية بادن ڤورتمبرج مع الدكتور ولفرام راسل، رئيس جامعة شتوتجارت أكد أن ولاية بادن ڤورتمبرج من أهم قاطرات الصناعة فى العالم، فيما تعد الجامعة الألمانية بوابة عبور الصناعة الألمانية إلى أفريقيا، وفتح أسواق للصناعة الألمانية في مصر والقارة السمراء.
كما أثنى رئيس جامعة شتوتجارت على الطلاب المصريين الذين يستكملون دراستهم بجامعة شتوتجارت وقال انهم لا يختلفون عن نظرائهم من الطلبة الألمان، بل يتميزون عنهم في العديد من البرامج.
وعلى غرار التعاون المصري الألماني الذي أنتج أكبر جامعة عابرة للحدود في العالم، نتمنى مزيدا من التعاون في هذا المجال بين مصر وألمانيا وكافة الدول التي لها تجارب رائدة في التعليم الجامعي والبحث العلمي، فإن ما نلمسه من خريجين مؤهلين يمثلون عصب التنمية في مصر ويعملون في العديد من المجالات الحيوية، يجعلنا نؤمن بقدراتنا ونبوغ طلابنا، ويدفعنا دفعًا نحو مزيد من التعاون مع أصحاب الخبرات الممتدة في هذا الشأن، كما يحثنا على الاهتماما بالدراسات التكنولوجية الجديدة والذكاء الإصطناعي للاستفادة من هذه التقنيات في تحديات التنمية، وثقل طلابنا بتلك المهارات اللازمة لتغيرات العصر.
إن عقول أبنائنا الممزوجة بخبرات التعاون في هذا المجال، هم علماء وأساتذة صنعوا قصص نجاح ملهمة، وأفادوا مصر وألمانيا، هم نماذج مشرفة، تشعر فى وجودهم بالفخر والإعزاز، والعالم أجمع سيستفيد من علمهم وخبراتهم ومهنيتهم.