أظهرت دراسة حديثة تحليل الفن الصخري في منطقة الأمازون، مشيرة إلى أن هذه الأعمال الفنية القديمة تكشف جوانب غير مسبوقة من حياة المجتمعات ما قبل التاريخ.
تفاصيل الدراسة
أجرت مجموعة من الباحثين من جامعة كوينزلاند الأسترالية وجامعة ساو باولو البرازيلية تحليلاً معمقًا للفن الصخري المنقوش على جدران الكهوف في مناطق نائية من الأمازون.
تُظهر النتائج أن هذه الرسوم، التي تعود إلى حوالي 12,000 عام، تتضمن مشاهد تتعلق بالصيد، الشعائر الدينية، والحياة اليومية للمجتمعات القديمة.
اكتشافات مذهلة
وفقًا لبيان صادر عن جامعة إكستر ، قام فريق دولي من الباحثين، بما في ذلك مارك روبنسون وخوسيه إيريارت من جامعة إكستر وخافيير أسيتونو من جامعة أنتيوكيا، بمقارنة صور الحيوانات الموجودة في الأمازون الكولومبي في سيرو أزول في سيرانيا دي لا ليندوسا مع عظام الحيوانات المكتشفة في الحفريات الأثرية القريبة.
ويقدر عمر صور الفن الصخري، المرسومة بالمغرة على 16 لوحة صخرية على قمة تل نائية، بحوالي 12500 عام. وكشفت دراسة بقايا الحيوانات أن السكان ما قبل التاريخ استهلكوا نظامًا غذائيًا متنوعًا من الأسماك والثدييات والزواحف.
لكن نسب أعداد عظام الحيوانات لم تتوافق مع انتشار 22 حيوانًا مختلفًا، مثل الغزلان والطيور والسحالي والسلاحف والتابير، الممثلة في أكثر من 3000 صورة على لوحات الفن الصخري الستة في الدراسة.
لذلك يقترح روبنسون وزملاؤه أن العمل الفني لا يتعلق بالصيد. بل لاحظ الباحثون أن بعض الشخصيات تجمع بين خصائص بشرية وحيوانية. ويعتقدون أن العمل الفني قد يعكس أسطورة معقدة للتحول بين حالات الحيوان والإنسان، ربما تكون مماثلة للأساطير الموجودة داخل مجتمعات الأمازون الحديثة.
تتضمن الاكتشافات رسومات توضح مشاهد صيد معقدة وشخصيات ذات رؤوس حيوانية، مما يعكس تطورًا في تقنيات الصيد والتقنيات الفنية لدى تلك المجتمعات.
كما أظهرت الرسوم ارتباطات دينية وثقافية، مما يشير إلى أن الفن لم يكن مجرد وسيلة للتعبير، بل كان جزءًا من طقوس ومعتقدات ثقافية.
التقنيات المستخدمة
استخدم الباحثون تقنيات متقدمة، بما في ذلك التحليل الكيميائي للصبغات والأنماط الإشعاعية، لفحص أصالة الرسوم وتاريخها. ساعدت هذه التقنيات في تحديد المواد التي استخدمها الفنانون القدماء وتفاصيل إضافية حول أساليبهم وتقنياتهم.