تشهد ولاية تيجراي الواقعة في شمال إثيوبيا، موجة جديدة من الخوف بسبب عمليات الاختطاف من أجل الحصول على فدية، رغم اتفاق السلام في نوفمبر 2022 الذي أنهى الحرب التي استمرت عامين.
الخطف في تيجراي
وأثارت القضية المأساوية لمهليت تيكلاي، وهي فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا اختطفت في مارس 2024 وعُثر عليها مقتولة في يونيو الماضي، قلق على المجتمع بشكل عميق، وفقا لما أوردته صحيفة "أديس ستاندرد" الإثيوبية.
وأدى ارتفاع حالات الاختطاف، إلى جانب جرائم أخرى، إلى شعور العديد من السكان بعدم الأمان وأفادت منظمات المجتمع المدني بارتفاع حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي والقتل والاختطاف.
وفي أواخر يونيو 2024، أقيمت احتجاجات كبيرة في مدينة ميكيلي عاصمة تيجراي و أديجرات، حيث دعا المتظاهرون إلى إنهاء العنف ضد المرأة.
وسلطت سيمهال كيد، إحدى منظمات الاحتجاج، الضوء على أن النساء والفتيات تحملن هذه الفظائع "على أيدي قوات مقاتلة مختلفة"، مطالبة بالعدالة وإنهاء العنف.
وتحمل شعب تيغراي مصاعب مروعة خلال عامين من الحرب وعلى الرغم من أن اتفاق السلام في نوفمبر 2022 أوقف القتال، إلا أن مئات الآلاف ما زالوا نازحين، ويكافحون من أجل الوصول إلى الضروريات الأساسية مثل الغذاء والدواء.
وظلت ماهليت، المقيمة في مدينة أداوا، في أيدي خاطفيها لمدة ثلاثة أشهر بعد أن طالبوا بفدية قدرها ثلاثة ملايين بر من عائلتها.
وفي مقابلة حديثة مع صحيفة أديس ستاندارد، روى تيكلاي جيرماي، والد ماهليت، المحنة المروعة لاختطاف ابنته.
وذكر أن ماهليت شوهدت آخر مرة في 19 مارس 2024، أثناء سفرها إلى جلسة تعليمية وتحدث تيكلاي بالتفصيل عن الجهود اليائسة التي تبذلها الأسرة لتأمين عودة ماهليت بأمان.
وقال بنبرة حزينة: "على الرغم من جهودنا لتحديد مكان الخاطفين والتفاوض على مطالب الفدية، انتهى الوضع للأسف بأسوأ نتيجة ممكنة".
انعدام الأمن في إثيوبيا
وأبلغ رئيس شرطة مدينة أداوا، تسفاي أماري، صحيفة أديس ستاندارد أن تقديم خاطفي ماهليت إلى العدالة هو أولوية قصوى، مضيفا أنه على الرغم من أنه لا يمكن إصدار إعلان رسمي بشأن الجدول الزمني للتحقيق في هذه اللحظة، فسيتم إبلاغ الجمهور رسميًا بأي تطورات عند اكتماله.
إن قضية ماهليت هي جزء من اتجاه أكبر، حيث تشير التقارير الإخبارية الأخيرة إلى ارتفاع معدلات الجريمة في جميع أنحاء منطقة تيجراي وقد زادت الأنشطة الإجرامية، وخاصة عمليات الاختطاف التي تستهدف الأولاد والبنات، مما يعرض السكان للخطر.
وهناك حالة أخرى توضح ارتفاع الأنشطة الإجرامية في المنطقة تتعلق باختطاف أحد أفراد عائلة مهاري كيبيدي في فبراير 2024 وطالب الخاطفون بفدية قدرها أربعة ملايين بر قبل إطلاق سراح الطفل بعد أسبوع.
ووصفت مصادر للصحيفة الإثيوبية أن هناك تصعيدًا مقلقًا في عمليات الاختطاف، مما جعل الكثيرين يشعرون بعدم الأمان.
وألقى بيان صدر مؤخرًا عن 27 منظمة مجتمع مدني مقرها في منطقة تيجراي الضوء على الارتفاع المقلق في العنف القائم على النوع الاجتماعي والقتل والاختطاف الذي ابتليت به المنطقة.
واستنادًا إلى تقرير للشرطة الإثيوبية، يكشف البيان عن إحصائيات مروعة: ففي الأشهر الحادي عشر الماضية وحدها، قُتلت 12 امرأة، واغتصبت 18 امرأة، واختطفت 10 نساء، وواجهت 178 امرأة أخرى محاولات قتل.
وحث البيان السلطات الإثيوبية على اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة هذه القضايا، معربا عن قلقه العميق إزاء الافتقار إلى الشفافية والمساءلة داخل الأطر القانونية القائمة، مؤكدًا أن هذه الأفعال تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي.