انطلقت مساء أمس الجمعة، مراسم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية 2024 التي طال انتظارها في العاصمة الفرنسية باريس باحتفالات ضخمة وهتافات صاخبة.
ورغم هطول الأمطار الغزيرة، شارك أكثر من 6000 رياضي من حوالي 205 دول في حفل الافتتاح الذي أثار جدلًا بين الإشادة والانتقادات، إذ أبحروا على طول نهر السين على متن أكثر من 80 قاربا على مسافة 6 كيلومترات من جسر أوسترليتز إلى تروكادرو مع حدائقه ومتاحفه.
وطغت على دورة الألعاب الأولمبية في نسختها الثالثة والثلاثين، العديد من القضايا والأحداث التي عصفت بالاستعدادات في فرنسا.
تخريب السكك الحديدية
وفي الأيام التي سبقت أولمبياد باريس 2024، واجهت شبكة السكك الحديدية الفرنسية عالية السرعة سلسلة من "الأعمال التخريبية" خاصة أمس الجمعة - يوم الافتتاح - إذ استهدفت تعطيل خدمات السكك الحديدية في البلاد.
وهددت محاولات التخريب بالتسبب في فوضى في السفر لمئات الآلاف من الأشخاص أمس الجمعة، خاصة بالمناطق الشمالية والجنوبية الغربية والشرقية من العاصمة وتمكن عمال السكك الحديدية من إحباط معظم المحاولات.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال على وسائل التواصل الاجتماعي إن أجهزة الاستخبارات وإنفاذ القانون فتحت تحقيقًا في الأمر، وتعمل للعثور على مرتكبي هذه الأعمال التخريبية ومعاقبتهم.
جدل الحجاب
أثارت فرنسا جدلًا واسعًا بفرض مبدأ "العلمانية"، على لاعباتها اللاتي يرتدين الحجاب، إذ قررت منعهن من ارتدائه خلال المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، وهو ما يتعارض مع لوائح اللجنة الأولمبية الدولية، التي تسمح للرياضيين بارتداء الملابس الدينية، بما في ذلك الحجاب.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية إن الرياضيين الفرنسيين الأولمبيين ملزمون بالمبادئ "العلمانية" التي تطبق على العاملين بالقطاع العام في فرنسا والذي يشمل منع ارتداء الحجاب.
وازداد الجدل عندما قالت العداءة الفرنسية سونكامبا سيلا، إنها مُنعت من المشاركة في حفل افتتاح الأولمبياد لأنها ترتدي الحجاب.
وكتبت سيلا على وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد تم اختيارك للألعاب الأولمبية التي يتم تنظيمها في بلدك، ولكن لا يمكنك المشاركة في حفل الافتتاح لأنك ترتدي الحجاب"، لتتوالى الانتقادات من خبراء حقوق الإنسان ضد فرنسا
وأعلنت سيلا التي تنافس في سباق التتابع النسائي والمختلط في صفوف فرنسا، عن المشاركة في مراسم افتتاح أولمبياد باريس وهي ترتدي قبعة تتضمن غطاء رأس بدلا من الحجاب، بعد اتفاق أبرم مع اللجنة الأولمبية الفرنسية.
وأضافت عبر حسابها على “إنستجرام” "أود أن أشكركم من أعماق قلبي على حشدكم ودعمكم منذ البداية".
دعوات لاستبعاد الرياضيين الإسرائيليين
في ظل العدوان الصهيوني على غزة واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية، دعا المحتجون المؤيدون لفلسطين إلى استبعاد البعثة الإسرائيلية من أولمبياد باريس، مثلما حدث مع الرياضيين من روسيا وبيلاروس الذين يتنافسون تحت راية محايدة في دورة الألعاب البارالمبية في باريس 2024 والذي تم منعهم من المشاركة في حفلي الافتتاح أو الختام.
ودعا توما بورت، النائب البرلماني عن حزب "فرنسا الأبية" إلى استبعاد الرياضيين الإسرائيليين، وقال إنهم "غير مرحب بهم في فرنسا"، وإنه "لا بد من احتجاجات على مشاركتهم في دورة الألعاب".
وعلى الرغم من هذه الاحتجاجات، وصل الرياضيون الإسرائيليون إلى فرنسا تحت إجراءات أمنية مشددة، وشاركوا في حفل الافتتاح، وسط انتقادات واسعة من هذه المشاركة.
مخاوف بشأن تلوث نهر السين
هناك جدل كبير يتعلق بنهر السين، والذي تم اختياره كمكان لمرور قوارب اللاعبين المشاركين في الأولمبياد بحفل الافتتاح.
النهر، الذي كان محظورًا للسباحة لأكثر من قرن من الزمان بسبب مستويات التلوث الخطرة، يعتبر الآن آمنًا من قبل الحكومة الفرنسية بعد جهود تنظيف بقيمة 1.5 مليار دولار.
ومن المقرر أن يستضيف نهر السين أحداث السباحة الثلاثية في 30 و31 يوليو وماراثون السباحة الطويلة في 8 و9 أغسطس. ومع ذلك، لا يزال الخبراء متشككين في نظافة المياه.
وسبحت آن إيدالجو رئيسة بلدية باريس في نهر السين، في وقت سابق، في محاولة إقناع المشككين في نظافة المياه وتأكيد صلاحيته لاستضافة منافسات السباحة الأولمبية.
التطهير الاجتماعي
واجهت السلطات انتقادات بسبب نقل المهاجرين والمشردين من وسط باريس إلى ضواحي المدينة أو مناطق أخرى قبل الألعاب الأولمبية.
وأدان النشطاء هذا باعتباره شكلاً من أشكال "التطهير الاجتماعي".
وقال ناثان ليكيو، أحد منظمي مجموعة “Utopia” الناشطة، إن ممارسة إبعاد المهاجرين من الشوارع أصبحت أكثر وضوحًا في الفترة التي سبقت الألعاب الأولمبية.
وطالت عمليات الطرد نحو 13 ألف شخص معظمهم من المهاجرين، من منطقة إيل دو فرانس، بزيادة قدرها 38.5% مقارنة بالفترة بين 2021 و2022، وفق تقارير نشرتها عدة جمعيات استنكرت خلالها رغبة منظمي الأولمبياد في "إخفاء مظاهر الفقر".