كيف كان الرسول الكريم يختم الصلاة؟، سؤال يكثر البحث عنه ونرصد جوابه في التقرير التالي، حيث تعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وأدائها في وقتها مما رغب عليه الشرع الحنيف، وسن النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بعض الأذكار، فماذا يقال عند ختم الصلاة؟
كيف كان الرسول الكريم يختم الصلاة؟
يعد ذكر الله بعد الصلاة أو ما يطلق عليه "ختم الصلاة" مِن تسبيح وتحميد وتكبير وتهليل وغير ذلك من الأذكار له فضل عظيم، حيثُ يكفِّر الذنوب، ويغفر الخطايا ولو كانت مثل زبد البحر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وما يقال بعد ختم الصلاة كالتالي:
أستغفر الله العظيم (3 مرات).
يا أرحم الراحمين ارحمنا (3 مرات).
قراءة آية الكرسي.
قراءة سورة الإخلاص (3 مرات).
قراءة سورة الفلق.
قراءة سورة الناس.
سبحان الله (33 مرة).
الحمد لله (33 مرة).
الله أكبر (33 مرة).
ثم الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم الدعاء وقراءة سورة الفاتحة.
حكم قراءة الفاتحة بعد الدعاء أدبار الصلوات
أكدت دار الإفتاء مشروعية قراءة الفاتحة بعد الدعاء أدبار الصلوات؛ لكثرة القائل بذلك مِن الفقهاء، ونَفَى كونَ ذلك مِن البِدَع الممنوعة، بل هي بدعة مستحسَنة، حيث إن المنع إنما هو فيما لا يكون له إِذْنٌ مِن إشارة أو دلالة، فقال: [وأما قراءة الفاتحة أدبار المكتوبات: فكثير فيها أقاويل الفقهاء، فعن "معراج الدراية" أنها بدعة، لكنها مستحسَنةٌ؛ للعادة، ولا يجوز المنع.
وفي "فصول الأُسْرُوشَنِي": وقراءة الفاتحة أَوْلَى مِن الأدعية المأثورة في أوقاتها، وفي "هامش الوسيلة" وفي كتاب "الثواب" لأبي الشيخ ابن حِبَّان عن عطاء قال: إذا أَرَدْتَ حاجةً فاقرأ الفاتحةَ حتى تَخْتِمَها تُقضى إن شاء الله تعالى. انتهى. وهذا أصلٌ لِمَا تعارَف الناسُ عليه مِن قراءة الفاتحة لقضاء الحاجات وحصول المُهِمَّات كما في "موضوعات" عليٍّ القَارِي انتهى. والذي تَحَرَّر مِن هذه النُّقول: ترجيح جانب الجواز؛ لكثرة قائله، وإنَّ البدعة الممنوعة ما لا يكون لها إِذْنُ إشارةٍ ودلالةٍ، وسورةُ الفاتحة سورةُ تعليمِ طريقِ الدعاء، وسورةُ المسألة، وسورةٌ نَزَلَت لبيان طريق الأفضل مِن الدعاء، فأفضلُ الأدعية إنما يليق ويجري في أفضل الأوقات، ومِن أفضل الأوقات أدبارُ الصلوات] اهـ.