كيف تصل الرحم المؤذية ؟، سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية من خلال الموقع الرسمي، حيث أشارت إلى أن الشرع حث على صلة الأرحام على وجه العموم؛ فقال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبا﴾ [النساء: 1]، وقال تعالى: ﴿فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ﴾ [محمد: 22].
ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ»، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ﴾» متفقٌ عليه، ولكن كيف تصل الرحم المؤذية؟
كيف تصل الرحم المؤذية؟
يقول الدكتور رمضان عبد الرازق - عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف - إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بصلة الرحم وهذا ما ورد ذكره بالحديث النبوى الشريف عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علَّموا من أنسابِكم ما تصِلونَ أرحامَكم فإنَّ صلةَ الرَّحمِ محبة فى الأهل ومنسأة في الأثرِ مثراةٌ للمالِ".
وأوضح عبدالرازق خلال إجابته على سؤال يقول: "أقاربي لا يستحقون أصلهم ويقطعوننى وأوصلهم وأحلم عليهم ويجهلون على؟"، قائلاً: سلوك هؤلاء القاطعين لا يرضى الله عن معاملتهم وهم آثمون إن استمروا على ذلك وسيحاسبهم الله على هذا، وعليك بعدم الإساءة ومعاملتهم بنقيض ما يفعلون لأن هذه أخلاق المسلم الحق.
وأضاف عضو لجنة الدعوة بالأزهر أن الله تعالى قد أمرنا بصلة الرحم وجعلها فى المرتبة الثانية بعد عبادته لقوله تعالى فى الآية 36 من سورة النساء {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَ}، وهى التى قال عن فضلها النبى فى حديثه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".. رواه البخارى.
وتابع: إن صلة الأرحام بركة فى العمر وسعة فى الرزق وعمران للديار ورضا من الرحمن، لأن صلة الرحم مشتقة من اسم الله الرحمن.
ضابط صلة الرحم
وذكرت دار الإفتاء في فتوى لها عن ضابط صلة الرحم، أنه من المقرَّر شرعًا أنَّ الصلة تختلف في كيفيتها باختلاف الأزمان والأحوال، ومن شخص إلى آخر، فتكون بما تعارف عليه الناس ممَّا يتيسر للواصل، كالزيارة أو أي نوع من أنواع التواصل عن طريق وسائل الاتصال الحديثة.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الأصح أن الرحم هم الأقارب من جهة الأبوين، وعلى الإنسان أن يصل رحمه ويقوم بحقِّها وإن قطعته؛ لينال الأجر من الله تعالى.
هل يجوز قطع صلة الرحم بسبب المشاكل؟
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إننا نحتاج إلى وقفة صادقة لنعيد حساباتنا في مسألة الخصام والخلافات، ونحتاج إلى وقفة شجاعة لترتيب الأوراق لإنهاء الخصام والقطيعة، ونعالج أي جفاء أو قطيعة موجودة وكذلك ينبغي تقليل التخاصم في المحاكم.
وحثَّ الشرع الشريف على صلة الأرحام؛ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه مسلم، وعلى الأبناء أن لا يرثوا أخطاء الآباء ونزاعاتهم، فاعملي على صلة الرحم ولو بإلقاء السلام أو رده، مع الحرص على أن يكون ذلك بطريقة لا تستجلب غضب أبويك عليك، وسدِّدي وقاربي، وليكن نبراسك في ذلك قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].