تسببت وافعة التعدي على الحماة بالشرقية من قبل زوجة الابن في ردود فعل غاضبة من تصرف كليهما، إلا أن الغضب الأشد انصب على زوجة الابن، ومع التحري والتقصي عن الأسباب أرجعتها زوجة الابن إلى موسم عاشوراء الذي اعتاد عليه أهل الريف، فما حكم المواسم وهل هي فرض أم حرام؟
هل هدايا المواسم في الريف واجبة أم تطوع؟
يقول الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال متصل، مفاده: هل هدايا المواسم في الريف من الأهل للابنة المتزوجة جديد، واجبة أم تطوع؟: "ما يفعلونه في بعض المواسم من إعطاء أموال أو مأكولات في المواسم؛ هو من باب التطوع، ومن الأعمال الحسنة التي تقرب القلوب من بعضها البعض".
وأضاف: “لو ضاقت الحالة المالية نعمل إيه؟، نقل من الندر ونوفي، يعني، بدل ما كنا بنجيب حاجات كتير؛ نقلل اللي كنا بنجيبه، ونعمل ما في الوسع، وربنا يتقبل”.
حكم ضرب الحماة من قبل زوجة الابن
في هذا السياق، أكد الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن هذه ليست زوجة إنما هي بعيدة كل البعد عن القيم والعادات والتقاليد.
وقال: “إن حماتها بمنزلة أمها، والله عز وجل أمرنا باحترام الآباء والكبار”، مستشهدًا بقول المولى في كتابه الكريم {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.
واستشهد عضو هيئة كبار العلماء، بقول الله عز وجل{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}، وقال صلى الله عليه((ليس مِنَّا مَنْ لَمْ يَرحمُ صَغيرَنا ولَمْ يَعرِفْ شَرَفَ كبيرِنا)).
وأضاف أن هذه الزوجة ليس لها أب ربى ولا أم علمت، وعليها ذنب عظيم، لأنها أذت نفس بشرية وأذت زوجها في غيابه، ومن حق زوجها أن يضع حدا لما حدث لأمه حتى لو وصل للطلاق، مُشيرُا إلى أنه لو زوجها طلقها فحلال فيها.
التوسعة على الأهل يوم عاشوراء
التوسعة على الأهل والعيال يوم عاشوراء سنَّةٌ نبوية جليلة؛ قوَّاها كبار الحُفَّاظ، وأخذ بها فقهاء المسلمين على اختلاف مذاهبهم الفقهية، وجرت عليها عادة جماهير الأمة عبر الأمصار والأعصار، وقد جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حديث جماعة من الصحابة؛ منهم: جابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، رضي الله عنهم.
وأمثل هذه الطرق وأقواها حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: فأخرج الحافظ أبو عمر بن عبد البر في "الاستذكار" (3/ 330-331، ط. دار الكتب العلمية) من طريق شعبة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ». قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: "جَرَّبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ كَذَلِكَ"، وقال أبو الزبير مِثْلَهُ، وقال شعبة مِثْلَهُ.
قال الحافظ أبو الحسن بن القطَّان في "فضائل عرفة" (ق16): [إسناد هذا الحديث حسن] اهـ. وقال الحافظ العراقي في "جزء التوسعة": [وهو على شرط مسلم] اهـ.
وقد ورد الأثر بهذه السُّنَّة عن الصحابيين الجليلين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وعن محمد بن المنتشر (وكان مِن أفاضل أهل الكوفة في زمانه؛ كما قال ابن عُيَيْنَةَ)، وابنه إبراهيم، وأبي الزبير، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد، وسفيان بن عُيَيْنَةَ.