أعرب أعضاء في الحكومة اليمينية الإسرائيلية عن رفضهم الشديد لنائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، بعد دعوتها الأخيرة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
تأتي هذه الانتقادات بعد لقاء هاريس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة. إن تصريحات نائب الرئيس، التي شددت على الحاجة إلى قرار يضمن أمن إسرائيل، وإطلاق سراح الرهائن، ووضع حد للمعاناة في غزة، قد أحدثت انقساما في الرأي العام داخل إسرائيل.
مخاوف بشأن مفاوضات الرهائن
وفقا لـ جارديان، أعرب مسئول إسرائيلي لم يذكر اسمه عن مخاوفه من أن تؤدي تصريحات هاريس إلى تعريض المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس للخطر.
أشار المسئول إلى أن تصريحات هاريس قد تعتبرها حماس علامة على إضعاف الدعم الأمريكي لإسرائيل، ما قد يعقد الجهود المبذولة لتأمين التوصل إلى اتفاق. ويعكس هذا الشعور المخاطر العالية المحيطة بوضع الرهائن والطبيعة الحساسة للارتباطات الدبلوماسية الدولية.
ردود فعل اليمين المتطرف وزيارة نتنياهو
ورد وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتامار بن جفير، وهو من المؤيدين البارزين للرئيس السابق دونالد ترامب، بحدة على دعوة هاريس لوقف إطلاق النار، فغرد قائلا: “لن تكون هناك هدنة، سيدتي المرشحة”. ويسلط موقف بن جفير الضوء على الانقسامات الداخلية داخل السياسة الإسرائيلية، وخاصة فيما يتعلق بالنهج تجاه الصراع في غزة.
وكانت زيارة نتنياهو إلى واشنطن، وهي أول رحلة دولية له منذ هجمات 7 أكتوبر التي نفذتها حماس، مثيرة للجدل. وبينما حظي خطابه أمام الكونجرس بدعم من حلفائه لموقفه القوي ضد إيران وتجنبه مناقشة وقف إطلاق النار، إلا أنه واجه انتقادات أيضًا. وأعرب الكثيرون، بما في ذلك عائلات الرهائن، عن خيبة أملهم بسبب عدم إحراز تقدم ملموس بشأن وقف إطلاق النار والمفاوضات بشأن الرهائن.
انتقادات لخطاب نتنياهو
انتقد كزافييه أبو عيد، المحلل السياسي الفلسطيني، خطاب نتنياهو ووصفه بأنه يفتقر إلى مقترحات سياسية موضوعية وإهانة لكل من الضحايا الفلسطينيين والمدافعين الأميركيين عن الحقوق الفلسطينية. وعلى نحو مماثل، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي السابق يائير لابيد نتنياهو بالتهرب من المسؤولية والفشل في اغتنام الفرصة للإعلان عن صفقة لإطلاق سراح الرهائن.
عائلات الرهائن تطالب باتخاذ إجراءات
أعرب منتدى عائلات الرهائن في إسرائيل عن إحباطه بسبب التأخير في التفاوض على الصفقة. ودعت المجموعة إلى عقد اجتماع فوري مع المفاوضين الإسرائيليين وانتقدت ما تعتبره عوائق متعمدة أمام التوصل إلى اتفاق. وأعربت عائلات الرهائن، مثل ليري إلباغ وإيناف زانغواكر، عن غضبها من إعطاء نتنياهو الأولوية للمكاسب السياسية على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
انقسامات بين القادة الإسرائيليين
لاحظ دانييل ليفي، المفاوض الإسرائيلي السابق، انقساماً داخل المجتمع الإسرائيلي وقيادته فيما يتعلق بأسلوب التعامل مع الصراع في غزة. وفي حين يدعم البعض استراتيجية الضغط العسكري التي ينتهجها نتنياهو، فإن آخرين، بما في ذلك شرائح كبيرة من القيادة العسكرية، يدعون إلى التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض.