أكدت وزارة الخارجية والمغتربين، الفلسطينية ترحيبها بإعتماد الدورة السادسة والأربعون الموسعة للجنة التراث العالمي لليونسكو المنعقدة في نيودلهي، (الهند) في الفترة من 21 -31 يوليو، بقرار إدراج موقع تل أم عامر/دير القديس هيلاريون في قطاع غزة بشكل طارئ على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر.
وجاء ذلك في الاجتماع الخاص باتفاقية التراث العالمي وحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح (اتفاقية لاهاي) وضمن الالتزام باتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، ويتعامل هذا الإدراج مع حماية التراث الثقافي والاثار في النزاع المسلح والاحتلال من التلف والدمار ومن جميع أشكال التهديدات الناشئة وإجراء تحقيق في التهديدات التي طالت الموقع مع إجراء التقييم الدوري لحالة القيمة الاستثنائية.
وبحسب البيان الصادر عن الخارجية الفلسطينية؛ فقد أشارت الوزارة الى ان ادراج موقع تل أم عامر/دير القديس هيلاريون جاء نتيجة الجهد الدبلوماسي والفني الفلسطيني للحفاظ على الحقوق الثقافية للشعب الفلسطيني كافة وحمايتها من التهديدات في ظل الحرب الشعواء الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
وشددت الخارجية والمغتربين على أن هذا الإدراج يؤكد على حماية القيمة العالمية الفريدة للموقع ويكشف عن الأصول التاريخية للشعب الفلسطيني واثباتا على عمق وقدم الوجود الفلسطيني في أرضه. حيث يعود تأسيس دير القديس هيلاريون إلى القديس هيرميت هيلاريون، الذي عاش في القرن الرابع للميلاد، ومؤسس الحياة الرهبانية في فلسطين. ويعود تاريخ الموقع إلى ما يقارب 17 قرناً من الزمن، ويعد الموقع الأثري الأكبر في الشرق الأوسط منذ العهد البيزنطي، وأحد أهم أقدم الأديرة في فلسطين وبلاد الشام، شاملاً الهياكل الكنسية، والتحف الأثرية، بما في ذلك فسيفساء استثنائية.
وأضاف البيان "كما تشتمل الأرضيات على نقش يوناني مزخرف بزخارف دائرية. بالإضافة إلى ذلك يعد من المواقع النادرة في عناصره المعمارية والتي تحمل شهادة تاريخية ودينية وثقافية استثنائية. كان دير القديس هيلاريون بمثابة محطة مهمة على مفترق الطرق بين مصر وفلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين ، وموقع تبادل مهم للقيم الإنسانية والدينية العالمية وأصل للمسيحية في فلسطين.
ودعت وزارة الخارجية والمغتربين الي أهمية الحفاظ على مواقع التراث العالمي في فلسطين من محاولات التدمير المتعمد الذي تتعرض له من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، واكدت ان مواقع التراث العالمي الثقافي والطبيعي، يجب ألا يتم استهدافها وقصفها وتدميرها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن هناك ضرورة لحماية الممتلكات الثقافية والتراثية ومواقع التراث العالمي والمواقع المقدسة والتاريخية الفلسطينية من أخطار الحرب الإسرائيلية التي تستهدف بشكل مباشر ذكريات وتاريخ وهوية الشعب الفلسطيني، ومحاولة الاحتلال تدمير وتشويه وتزوير التاريخ والرواية.
وشددت الخارجية على أن إدراج الموقع يجب أن يمنع دولة الاحتلال من التدمير المتعمد للممتلكات الثقافية أو المساس بها بأي شكل تحت طائلة المسؤولية الجنائية الدولية. فاستخدام الممتلكات الثقافية المشمولة بالحماية المعززة والمسجلة في لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر كأهداف عسكرية يعد انتهاكًا جسيمًا لأحكام البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي ويعد جريمة حرب ويرتب المسؤولية الجنائية.
كما شكرت وزارة الخارجية والمغتربين الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي التي ساهمت في تسجيل موقع تل أم عامر/دير القديس هيلاريون على لائحة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالخطر وكافة الجهات الوطنية والخبراء الدوليين.