قالت اليونسكو إنه تم إدراج دير القديس هيلاريون في غزة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وجاء ذلك ضمن نبأ عاجل أفادت به فضائية اكسترا نيوز.
وأشارت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في بيان لها، إلى أنه تم إدراج الموقع وفق المعايير الثاني والثالث والسادس للتراث العالمي وحصل على الإجماع، بالإضافة إلى عدد من التوصيات الفنية الواجب تنفيذها بعد التسجيل للحفاظ على القيم العالمية الاستثنائية للموقع وتطويره.
وتقع أطلال دير القديس هيلاريون في بلدية النصيرات، على بعد حوالي 10 كم جنوب مدينة غزة، على تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا، مما جعله مركزًا مهما للتبادل الثقافي والاقتصادي، وله أهميته تاريخية ودينية ومعمارية وثقافية استثنائية، كونه يمثل أحد أهم المحطات التكوينية في تأسيس نمط حياة الرهبنة المسيحية في فلسطين والتي ألهمت تأسيس مراكز وأديرة رهبانية مسيحية في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط خلال القرن الرابع الميلادي في بداية الفترة البيزنطية في فلسطين.
واستمر هذا الدير في الاستخدام والتطور حتى القرن الثامن ميلادي. ويظهر دير القديس هيلاريون على خريطة فسيفساء مادبا الأثرية من القرن السادس باسم طاباتا.
ويعد الموقع الأثري الأكبر في الشرق الأوسط منذ العهد البيزنطي، وأحد أهم وأقدم الأديرة في فلسطين وبلاد الشام، شاملاً الهياكل الكنسية، والتحف الأثرية، بما في ذلك فسيفساء استثنائية. كما تشتمل الأرضيات على نقش يوناني مزخرف بزخارف دائرية.
كان دير القديس هيلاريون بمثابة محطة مهمة على مفترق الطرق بين مصر وفلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين، وموقع تبادل مهم للقيم الإنسانية والدينية العالمية وأصل للمسيحية في فلسطين.
وأشاد وزير السياحة والاثار هاني الحايك بقرار تسجيل اليونيسكو الطارئ للموقع على قائمة التراث العالمي تحت الخطر باعتباره جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني المميز ذو القيمة الإنسانية الاستثنائية.
واضاف الحايك أن هذا التسجيل الطارئ والمستعجل يأتي ضمن تعليمات الرئيس محمود عباس وجهود دولة فلسطين والحكومة الفلسطينية برئاسة محمد مصطفى في الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني في قطاع غزة في ظل الحرب الهمجية والابادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا والتي أدت الى استشهاد وجرح عشرات الآلاف، والتي دَمرت أكثر من 100 موقع تراثي وأثري وثقافي بشكل كلي أو جزئي.
وأكد الوزير أهمية هذا التسجيل على قائمة التراث العالمي، والذي يعبر عن اعتراف أممي بأهمية التراث الفلسطيني وبسيادة دولة فلسطين على ترابها وتراثها، ويمنح الموقع حماية دولية ويساعد في تطويره وترويجه كأحد أقدم الأديرة في العالم، ويظهر أهمية وأثر القديس هيلاريون ودوره في تأسيس الرهبنة في فلسطين وشرق البحر المتوسط في القرن الرابع ميلادي، والذي ساهم في انتشار الممارسات والتقاليد الرهبانية المسيحية في فلسطين وخارجها.
وثمن الحايك دور جميع الشركاء الدوليين والمحليين الذين ساهموا مع وزارة السياحة والآثار للوصول لهذا الانجاز، خاصة أعضاء لجنة التراث العالمي ووزارة الخارجية والمغتربين ومندوبية فلسطين الدائمة في اليونسكو، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، وسفارة دولة فلسطين في نيودلهي، مؤكدا ضرورة استمرار هذه الجهود للحفاظ على الموقع وقيمه العالمية الاستثنائية وبذل كل الجهود اللازمة لتنفيذ توصيات لجنة التراث العالمي لإخراجه من قائمة التراث العالمي تحت الخطر الى القائمة العادية.
وبذلك نقش موقع دير القديس هيلاريون في تل أم عامر اسمه كسادس موقع تراث عالمي فلسطيني على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وكأحد أهم وأقدم الأديرة التي ساهمت في تأسيس وازدهار المراكز والتقاليد الرهبانية المسيحية في فلسطين والشرق الأوسط، وخلدت اسم القديس هيلاريون، وكبصمة مهمة لمساهمات فلسطين الاستثنائية في تطور تاريخ البشرية بقيم عالمية فريدة من نوعها.