الشعاع الحديدي.. مشروع جديد تستعد إسرائيل لتنفيذه هذه المرة ضمن تطوير شبكة دفاعية جديدة أكثر قوة وفعالية من النظام الحالي، الذي يعتمد على "القبة الحديدية" الشهيرة.
القبة الحديدية
والقبة الحديدية هي شبكة صواريخ اعتراضية قصيرة المدى موجهة بالرادار، والتي أثبتت فعاليتها في صد الهجمات الصاروخية وسقوط الصواريخ قبل وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية.
لكن مع تزايد التهديدات والتطور المستمر في أساليب الهجوم، تخطط إسرائيل الآن لتحديث دفاعاتها من خلال دمج تكنولوجيا الليزر في شبكة الدفاع الجوي.
جيمس بلاك، المدير المساعد في مؤسسة راند أوروبا، أوضح أن “إسرائيل عبارة عن شريط ضيق يضم مراكز سكانية حضرية كثيفة”.
على الرغم من تقدم أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، فإنها لم تكن قادرة على التصدي لكل التهديدات.
فقد شهدت الأيام الأخيرة تقارير عن سقوط تسعة صواريخ إيرانية على قاعدتي نيفاتيم ورامون، مما أسفر عن إصابة شخص واحد . هذه الهجمات شملت طائرات بدون طيار وصواريخ وقذائف متعددة، وكان الهدف منها هو زيادة العبء على الدفاعات الإسرائيلية واستنزاف مخزونات الصواريخ الاعتراضية.
منظومة جديدة
ورغم أن الدفاعات قد صمدت في هذه المرة، فإن المخططين العسكريين في إسرائيل يدركون تماماً أن هذا يتعلق بلعبة أرقام. في ظل هذه التهديدات المتزايدة والتطور التكنولوجي المستمر، تعمل إسرائيل على تعزيز منظومتها الدفاعية بصواريخ الليزر، التي من المتوقع أن توفر وسيلة أكثر فعالية في التصدي للهجمات المتطورة.
ويقول بلاك إن المساعدات الأميركية 1.2 مليار دولار سوف تساعد في تمويل نشر نظام "الشعاع الحديدي"، وهو نظام ليزري فريد من نوعه وعالي الطاقة مصمم لإسقاط الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار. وهو رهان كبير على تكنولوجيا غير مختبرة مسبقا.
ووفقا لموقع “popularmechanics” إذا سارت الأمور كما يتم التخطيط لها، فإن الشعاع الحديدي سيكون بمثابة المنقذ للإسرائيليين، الذين يتعرضون لهجمات جوية منتظمة. فقد أطلق الحوثيون في اليمن وحدهم أكثر من 220 طائرة بدون طيار وصواريخ على إسرائيل. ومع انتشار الأسلحة وزيادة مداها، قد تواجه أميركا ذات يوم نفس المشكلة.
الشعاع الحديدي
يعرف مشروع الليزر باسم "درع الضوء"، Iron Beam هو نظام سلاح ليزر عالي الطاقة بقوة 100 كيلووات، كشفت عنه شركة Rafael Advanced Defense Systems لأول مرة في عام 2014. كما تعد شركة Rafael مشاركا في Iron Dome.
يقول بلاك: "لن يحل Iron Beam محل Iron Dome، بل سيكمله. توفر الطاقة الموجهة طريقة لإعطاء الأولوية للصواريخ الاعتراضية الحركية ضد التهديدات التي نحتاج إليها بشدة". على وجه التحديد، سيتم دمج Iron Beam كطبقة إضافية قصيرة المدى لتدمير التهديدات على مسافة تصل إلى 4.3 ميل.
على عكس الصواريخ، يمكن لـ Iron Beam الاستمرار في إطلاق النار طالما كان لديه الطاقة. ويتابع بلاك: “ينبع قدر كبير من الاهتمام بالليزر من مخزن الذخيرة الذي يوفره”.
تكلفة اعتراض الصواريخ
وهناك جانب مهم آخر يتمثل في تكلفة كل اعتراض. فوفقا لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تبلغ تكلفة صاروخ اعتراضي واحد من طراز القبة الحديدية ما بين 40 ألف دولار و50 ألف دولار.
وفي حين قد تصل قيمة الصواريخ المجنحة إلى ملايين الدولارات، فإن طائرات إيران بدون طيار بعيدة المدى من طراز شاهد-136 هي آلات بسيطة ومنخفضة التقنية تكلف أقل من 30 ألف دولار للواحدة.
يقول مارك نيس، الرئيس التنفيذي لشركة دايركتد إنيرجي كونسلتانتس، وهي شركة مقرها في ألباكيركي بولاية نيو مكسيكو، تقدم استشارات فنية بشأن الليزر عالي الطاقة: "إن الأمر يتلخص في معادلة التكلفة. إن النظام الحالي فعال ولكنه مكلف. فعندما تطلق صواريخ بقيمة 50 ألف دولار على أهداف بقيمة 10 آلاف دولار، إلى متى يمكنك أن تتحمل البقاء على الجانب الخطأ من منحنى التكلفة؟"
في عام 2022، قال نفتالي بينيت، رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، إن شعاع الحديد سيكلف 2 دولار فقط لكل اعتراض ، مما يعني صد أي عدد من الهجمات بتكلفة لا تذكر.
كما يعمل شعاع الحديد على الحد من مخاطر الأضرار الجانبية. فغالباً ما تتم عمليات الاعتراض فوق مناطق مأهولة بالسكان، كما أن صواريخ تامير الاعتراضية الأسرع من الصوت التي تحملها القبة الحديدية تزن 200 رطل لكل منها.
وقد يتسبب فشل المحرك أو خلل في الإطلاق في أضرار جسيمة نتيجة لذلك. ولكن الليزر يوجه دائماً إلى المكان الذي يوجه إليه بالضبط، ولن يسقط على الأرض في مكان غير متوقع.
تم اختبار IRON BEAM بنجاح في عام 2022، حيث كان من المقرر في الأصل نشره بعد عامين إلى ثلاثة أعوام. ولتسريع هذا الجدول الزمني، وافق الرئيس بايدن على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 15 مليار دولار لإسرائيل في أبريل، مع تخصيص 1.2 مليار دولار لـIRON BEAM. وصفت الخطط السابقة هذا بأنه تمويل للبحث والتطوير.