تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة حيث بدأت إسرائيل حربها في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، واستشهد أكثر من 39 ألف شخص في غزة منذ ذلك الحين، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
ماذا قال نتنياهو أمام الكونجرس؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطاب ألقاه الأربعاء أمام الكونغرس الأمريكي بمجلسيه، إنه في المستقبل القريب، ستحتاج إسرائيل إلى سيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة.
ودعا نتنياهو إلى أن تكون غزة "منزوعة السلاح وخالية من التطرف بعد الحرب، على أن تكون المنطقة تحت إدارة الفلسطينيين".
وشدّد نتنياهو في خطابه على أن "انتصار" إسرائيل سيكون أيضا انتصارا للولايات المتحدة، داعيا البلدين إلى "البقاء متّحدين" بعد تسعة أشهر على اندلاع الحرب مع حركة حماس.
وأضاف: "في الشرق الأوسط يواجه محور الإرهاب بقيادة إيران، أمريكا وإسرائيل وأصدقائنا العرب. هذا ليس صراع حضارات. إنه صراع بين الهمجية والحضارة".
وحضّ نتنياهو الولايات المتحدة على رفع تجميد تفرضه على حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل، مشيرا إلى أن غزة ستكون منزوعة السلاح و"خالية من المتطرفين" بعد انتهاء الحرب، مبديا "ثقته" بأن الجهود التي تبذل من أجل الإفراج عن الرهائن لدى حركة حماس ستؤتي ثمارها.
وقال نتنياهو: "أقدّر بشدة دعم الولايات المتحدة. لكن هذه لحظة استثنائية. إن تسريع المساعدات العسكرية الأمريكية يمكن أن يسرع بشكل كبير إنهاء الحرب في غزة وأن يساعد في منع اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط".
وقال أمام الكونغرس بحضور الرهينة السابقة نوا أرغاماني، البالغة من العمر 26 عاما: "أنا واثق بأن هذه الجهود ستتكلل بالنجاح"، موجّها الشكر إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن على "جهوده الحثيثة" من أجل الإفراج عن الرهائن.
وشدّد على أن "انتصار" إسرائيل سيكون انتصارا للولايات المتحدة، وقال "نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم، أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم".
كما أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل "ستقوم بكل ما ينبغي القيام به" لضمان أمن حدودها الشمالية، حيث يستمر تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
ماذا قالت حماس؟
و قالت حركة حماس إنه كان من الأولى اعتقال نتنياهو كـ "مجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية، بدلاً من إعطائه فرصة لتلميع وجهه أمام العالم، والتغطية على عمليات القتل الجماعي، والتطهير العرقي في قطاع غزة"، بحسب بيان لها.
وأوضحت الحركة أن حديث نتنياهو عن جهود مكثفة لإعادة الرهائن الموجودين في قطاع غزة، كان "محض كذب وتضليل للرأي العام الإسرائيلي والأمريكي والعالمي"، متهمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بإفشال "كل الجهود الراميةلإنهاء الحرب، وإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى".
وقالت حماس في بيانها إن نتنياهو كرر أمام الكونغرس "الدعاية الهابطة والأكاذيب، التي ساقها قبل أكثر من تسعة أشهر، وثَبُتَ بطلانها، واتخذها ذريعة لارتكاب أفظع الجرائم بحق النساء والأطفال والشيوخ في قطاع غزة".
كما اتهمت الحركة الولايات المتحدة بأنها تقوم "بمواصلة تقديم كل سبل الدعم السياسي والعسكري للاحتلال، ومنح حكومة الإرهابيين، الغطاء اللازم للإفلات من العقاب، وإتاحتها منبر الكونغرس لغسل أيدي مجرمي الحرب بدلاً من محاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية" مشيرة إلى أن ذلك يؤكد "شراكتها الكاملة في الانتهاكات البشعة التي تُرتكب في قطاع غزة"، بحسب نص البيان.
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني لرويترز ردا على خطاب نتنياهو "موقفنا الدائم أن الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف: "الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هو فقط من يقرر من يحكمه".
هل سيساهم خطابه في تعزيز حظه؟
قال الكاتب سيرجي شميمان نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بعنوان: "العرض الخطابي الناجح لنتنياهو كان استعراضياً في الأساس".
وقال ان نتنياهو أظهر عبر خطابه الأخير أنه "يتقن الطريقة الأمريكية في ممارسة السياسة، بعد أن صافح الناس يميناً ويساراً في طريقه إلى قاعة مجلس النواب لإلقاء خطاب يشبه خطاب حالة الاتحاد الذي يلقيه الرؤساء الأمريكيون، وقدّم أبطال الجيش الإسرائيلي، وملأ خطابه بنقاط جلبت التصفيق، كما قفز الجمهوريون وبدأوا يهتفون في الوقت المناسب، وكذلك فعل العديد من الديمقراطيين".
وشير الكاتب إلى أن هناك الكثير من الناس في إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك بعض من كانوا في القاعة ويستمعون للكلمة، يأملون خروج نتنياهو من منصبه، وخروج القوميين المتطرفين في ائتلافه، كما شكّلت الحشود التي تظاهرت ضده ومن أجل الفلسطينيين رغم الطقس الحار خارج قاعة الكونغرس، مُشكلة سياسية يفضل العديد من المشرعين داخل القاعة تجنبها.
ويختم الكاتب: "بينما أظهر نتنياهو أنه لا يزال قادراً على إلقاء خطاب حماسي ومؤثر، إلاّ أنه من غير الواضح ما إذا كان سيساهم بشكل كبير في تعزيز حظه، أو حظوظ إسرائيل، وليس من المرجح أن تحصل العبارات النارية على تصفيق خلال اجتماعاته المنفصلة مع بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس يوم الخميس، أو مع دونالد ترامب يوم الجمعة" بحسب الكاتب.