تأثر يوم الجمعة الماضية، حوالي 8.5 مليون جهاز كمبيوتر يعمل بنظام ويندوز Windows، بعطل تقني كبير على مستوى العالم، في أكبر انقطاع في تكنولوجيا المعلومات هو الأول من نوعه في التاريخ، مما دفع البعض إلى التساؤل عن سبب استخدام شركة مايكروسوفت Microsoft، لبرامج تشغيل نواة الطرف الثالث بينما لا تسمح نظيرتها آبل بذلك.
عندما سُئل أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة مايكروسوفت، لماذا تسمح مايكروسوفت ببرامج تشغيل النواة من جهات خارجية بينما لا تفعل ذلك شركة آبل؟، وجه المتحدث باسم الشركة أصابع الاتهام إلى اتفاقية ابرامتها الشركة خلال عام 2009 مع المفوضية الأوروبية وأنها هي السبب الرئيسي وراء ما حدث يوم الجمعة الماضية.
اتفاقية الاتحاد الأوروبي ومايكروسوفت
أرجع فرانك إكس شو، كبير مسؤولي الاتصالات في شركة مايكروسوفت، في مقال له في مجلة X عام 2009، إلي اتفاق بين المفوضية الأوروبية ومايكروسوفت، ألزمت تلك الاتفاقية الطرفين بمنح برامج الأمان نفس مستوى الوصول إلى نظام التشغيل ويندوز مثل مايكروسوفت نفسها.
وتنص اتفاقية الاتحاد الأوروبي على ما يلي: "تتعهد مايكروسوفت بضمان قدرة منتجات البرامج التابعة لجهات خارجية على التشغيل المتبادل مع منتجات البرامج ذات الصلة من مايكروسوفت باستخدام نفس معلومات التشغيل المتبادل على قدم المساواة مع منتجات برامج مايكروسوفت الأخرى".
وتضيف: "ستقوم مايكروسوفت بتوفير معلومات التشغيل البيني للمؤسسات المهتمة التي تمكن منتجات برامج الخادم غير التابعة لشركة مايكروسوفت من التشغيل البيني مع نظام التشغيل Windows Server على قدم المساواة مع منتجات برامج الخادم الأخرى لشركة مايكروسوفت".
وإن مثل هذا الوصول هو بمثابة سلاح ذو حدين، إذ يمكن لموردي برامج الأمان أن يصنعوا منتجات تستغل نظام التشغيل ويندوز بشكل كامل، وهو أمر رائع، إلى أن يصبح لديك تحديث به أخطاء يتم إرساله إلى ملايين الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز.
وفي بيان رسمي، أوضح جورج كورتز، مؤسس ومدير التنفيذي لشركة كراودسترايك CrowdStrike أن الانقطاع العالمي الذي تعرض له نظام مايكروسوفت يوم الجمعة بسبب: "خلل تم العثور عليه في تحديث محتوى Falcon لمضيفات ويندوز".
وتوجه شاو إلى منصة أكس (تويتر سابقا) ليعترض على عنوان المقال الخاص بصحيفة "وول ستريت جورنال"، حيث زعم ممثلو مايكروسوفت أنه ليس من العدل الإشارة إلى حادثة يوم الجمعة باعتبارها "انقطاعا لنظام التشغيل ويندوز"، ورغم أنها كانت بالفعل مشكلة CrowdStrike، فإن "شاشة الموت الزرقاء" المروعة على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز كانت أول دليل على أن هناك خطأ ما في نظام التشغيل.
وكما انتقد شو العنوان الفرعي الذي أشار إلى "التحديات الأمنية التي تواجهها مايكروسوفت"، ففي شهر مايو الماضي، بعد أن اخترق قراصنة صينيون ثم روس أنظمة الشركة، قالت مايكروسوفت إنها: "جعلت الأمن على رأس أولوياتها قبل كل شيء فوق كل الميزات الأخرى".
ويقول شو: "لم يكن الأمر له علاقة بالتحديات الأمنية، بخلاف أن CrowdStrike هي شركة بائعة مستقلة للبرمجيات الأمنية، وإذا حدث نفس الشيء بسبب تحديث سيئ من شركة أخرى، هل ستتحمل مايكروسوفت نفس المسئؤلية؟.
وأكد كورتز أيضا أن الخلل الذي ظهر يوم الجمعة الماضي: "لم يكن هجومًا إلكترونيا".
ولكنه بسبب تحديث كراودسترايك CrowdStrike، الذي أثر على العديد من الصناعات، بما في ذلك شركات الطيران والسكك الحديدية، وتسليم الطرود، وحتى بعض أنظمة الانقاذ والطوارئ، وفي إعلان أخير قالت مايكروسوفت إن الأجهزة المصابة سيتلزم إصلاحها عدة أيام.