في مشهدٍ مُرعبٍ هزّ منتزه يلوستون الوطني صباح الثلاثاء، أُجبر السياح على الفرار للنجاة بحياتهم بعدما تسبب انفجارٌ حراريٌّ ضخمٌ تحت الأرض في انطلاق سحابةٍ سوداءَ هائلةٍ من البخار والحطام ارتفعت مئات الأقدام في الهواء.
وقع الانفجار في منطقة "بيسكيت باسين" بالمنتزه، وتحديدًا بالقرب من بركة "بلاك دايموند"، الواقعة على بُعد حوالي 2.1 ميل شمال غرب ينبوع "أولد فيثفول" الشهير.
وأظهرت لقطاتٌ مُرعبةٌ حوالي عشرة سياح يَرْكُضون في رعبٍ على الممشى الخشبيّ المؤدي إلى الينابيع الحارة، ويُسمع صراخ بعضهم بينما تتطاير قطعٌ كبيرةٌ من الصخور في جميع الاتجاهات.
ولحسن الحظ، لم يُصب أحدٌ بأذى في الانفجار، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ولكن تم إغلاق منطقة "بيسكيت باسين" بشكلٍ مؤقتٍ، بما في ذلك موقف السيارات والممرات الخشبية، حفاظًا على سلامة الزوار.
وأوضحت هيئة المسح الجيولوجي أن مثل هذه الانفجارات تحدث "عندما يتحول الماء فجأةً إلى بخار تحت الأرض"، مُشيرةً إلى أن مثل هذه الأحداث "شائعةٌ نسبيًّا في يلوستون".
ونفت الهيئة أن يكون الانفجار علامةً على نشاطٍ بركانيٍّ وشيكٍ، مُؤكدةً أنه لم يكن بسبب صعود الصهارة نحو السطح.
وأظهرت مقاطع فيديو سُجّلت بعد انحسار عمود الدخان الهائل تناثر الحطام على الممشى الخشبيّ بينما كان السياح يشقّون طريقهم بحذرٍ لمشاهدة الينبوع الحار تحت الأرض.
يُذكر أن مثل هذه الانفجارات ليست نادرةً في يلوستون. ففي عام 1989، شهد ينبوع "بورك تشوب" في منطقة "نوريس غايزر باسين" انفجارًا مشابهًا، وسجّل الخبراء حدثًا مُماثلًا، وإن كان أصغر حجمًا، في نفس المنطقة في أبريل من هذا العام.
وتُعدّ منطقة يلوستون، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، موطنًا "لأكبر مجموعةٍ وأكثرها تنوعًا من الخصائص الحرارية الطبيعية في العالم".
ويُجري حاليًّا خبراء جيولوجيا يلوستون تحقيقاتٍ لمعرفة المزيد عن سبب الانفجار.