وصفت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنطمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، اكتشاف فيروس شلل الأطفال مؤخرا في غزة، بأنه "مثير للقلق بشكل لا يصدق"، مما يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة في المنطقة.

وشددت راسل، خلال زيارتها إلى أستراليا، على أن غزة تعد من أخطر الأماكن على الأطفال على مستوى العالم، والتي تفاقمت بسبب الصراع المستمر وتدهور الظروف المعيشية.

تأثير الصراع المستمر في غزة على الأطفال

وأوضحت “راسل” يواجه العاملون في المجال الإنساني مخاطر تهدد حياتهم لدعم المدنيين الفلسطينيين، مع استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي.

وأشارت إلى أن الوضع في غزة أصبح خارج القانون بشكل متزايد، مع تدمير المرافق الصحية وتهجير العديد من العائلات عدة مرات.

وقالت: “عندما يعاني الأطفال من الجوع والضعف؛ تكون أجسادهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل الكوليرا وشلل الأطفال”.

ونوهت بأن وجود فيروس شلل الأطفال، الذي تم الكشف عنه من خلال اختبار اليونيسف لعينات مياه الصرف الصحي؛ يشكل تهديدا كبيرا، حيث خطى العالم خطوات واسعة نحو القضاء على شلل الأطفال.

وحذرت “راسل” من أن أي عودة للفيروس تتطلب اهتماما عاجلا، خاصة في منطقة حيث صحة الأطفال معرضة بالفعل للخطر.

الأزمة الإنسانية الأوسع

تمتد مخاوف كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنطمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"،إلى ما هو أبعد من غزة، وسلطت الضوء على الصراعات المتصاعدة في السودان وأوكرانيا، مؤكدة أن العالم يفشل في معالجة محنة الشباب في هذه المناطق.

وفي السودان، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية، ويواجه 730 ألف طفل سوء التغذية الحاد الوخيم.

ودعت راسل إلى اهتمام دولي أكبر بهذه الأزمات، مؤكدة أن حجم المعاناة صادم.

التحديات في توزيع المساعدات

وعلى الرغم من الظروف الصعبة، دافعت راسل عن جهود اليونيسف ضد الاتهامات بعدم فعاليتها.

وانتقدت السلطات الإسرائيلية، ووكالات الأمم المتحدة، لضعف التنسيق في توصيل المساعدات، لكن راسل أرجعت الصعوبات إلى البنية التحتية المتضررة والانهيارات الأمنية، قائلة: “نعم، من الصعب بالتأكيد إيصال المساعدات، ولكن هذا ليس بسبب عدم المحاولة".

الدعوة إلى العمل العالمي

وتضمنت زيارة راسل مناقشات مع وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، حيث أكدت مجددا على ضرورة إنهاء الصراع وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وأعربت عن رغبة قوية في زيادة الدعم الإنساني، وخاصة للنساء والفتيات في أفغانستان، اللاتي ما زلن يواجهن قيودا متصاعدة في ظل حكم طالبان.

وقالت راسل: "النساء والفتيات بشر، ولهن حقوق مثل أي شخص آخر"، وحثت الدول الغربية على الحفاظ على التزاماتها الإنسانية.