من المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس، وهي خطوة أثارت جدلا وغضبا كبيرا.
وقال عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي جمال بومان: باعتباري عضوا في الكونجرس، أشعر بالفزع من هذا القرار، الذي أعتقد أنه يقوض بشكل مباشر إرادة الشعب الأمريكي الذي يرغب بأغلبية ساحقة في السلام.
تناقض القيم الأمريكية
وأشار عضو الكونجرس إلى أن الولايات المتحدة كثيراً ما تصور نفسها على أنها رائدة في مجال السلام والدبلوماسية وحقوق الإنسان، منوها بأن الواقع داخل قاعات السلطة مختلف تمامًا، حيث تشكل دعوة نتنياهو للتحدث أمام الكونجرس، وسط اتهامات محكمة العدل الدولية بالإبادة الجماعية، تناقضا صارخا مع هذه القيم، فهذه المنصة لمجرم حرب متهم لا ينبغي أن تمثل ما نمثله كأمة.
لقاءات شخصية مع المأساة
وأضاف عضو الكونجرس في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية: في الشهر الماضي، التقيت بسارة، البالغة من العمر 17 عامًا من غزة، والتي قصفت القوات الإسرائيلية منزلها. قُتل شقيقاها أحمد ومحمد، وأصيبت هي بحروق بالغة.
على الرغم من وصولها في نهاية المطاف إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج، إلا أنها لا تزال تشعر بالخوف على سلامة عائلتها في غزة. لقد تحدثت أيضًا مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين يخشون على أحبائهم وسط حملات نتنياهو العسكرية المتواصلة. تسلط هذه القصص الشخصية الضوء على التكلفة الإنسانية المدمرة للصراع المستمر.
سجل نتنياهو المثير للجدل
وأكد أن تاريخ نتنياهو الحافل بالسلوك الفاشي والإبادة الجماعية موثق بشكل جيد. وقد ساهم دعمه لصعود حماس في زعزعة استقرار فلسطين. وتحت قيادته، تم اعتقال الفلسطينيين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وتوسعت المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، وأدت ممارسة "قص العشب" إلى عمليات قتل عشوائية.
ونوه بان نتنياهو عمل على تقويض السلطة القضائية الوطنية، وانحاز إلى شخصيات يمينية متطرفة مثل إيتامار بن جفير، الذي يدعو إلى التهجير الجماعي للفلسطينيين.
ولفت إلى أنه في إسرائيل، يحتج الآلاف على طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب، ويطالبون بوقف إطلاق النار والمفاوضات لحماية المدنيين الأبرياء.
واوصح أنه من المتوقع، حدوث احتجاجات مماثلة خارج مبنى الكابيتول للمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، خصوصا أن غالبية الأميركيين والشعوب في جميع أنحاء العالم تدعم هذه الدعوات للسلام.
وأكد عضو الكونجرس أن هناك غضب أخلاقي عميق بين الأميركيين لا ينعكس في الكونغرس، ويشكل خطاب نتنياهو المشترك إهانة مباشرة للأغلبية الساحقة التي تسعى إلى السلام. وبدلاً من إعطاء الأولوية للمعايير المؤسسية والسياسة الخارجية النيوليبرالية، ينبغي للكونغرس أن يستمع إلى الشعب.
وأشار إلى أن قتل الأطفال، سواء في الوطن أو في الخارج، يجب أن يثير صرخة عالية ومستمرة داخل هذه القاعات، مضيفا: نحن بحاجة ماسة إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. ولا ينبغي الخلط بين انتقاد دولة أو زعيم ومعاداة السامية.
وقال: "لقد حان الوقت لإجراء تحول نموذجي في تعاملنا مع القضية الإسرائيلية الفلسطينية. ويتعين علينا كدولة ديمقراطية أن نعيد تقييم اصطفافنا مع حكومة نتنياهو، التي يعتبرها كثيرون بمثابة إبادة جماعية. إن مستقبل عدد لا يحصى من المدنيين الأبرياء وسلامة ديمقراطيتنا يعتمدان على ذلك".