في خطوة جريئة تسلط الضوء على قدراتها الاستطلاعية، أصدرت جماعة حزب الله اللبنانية مقطع فيديو بطائرة بدون طيار اليوم، الأربعاء، يظهر لقطات مفصلة لقاعدة رمات ديفيد الجوية الإسرائيلية.
يظهر الفيديو، الذي يستمر لأكثر من ثماني دقائق، مرافق الدفاع الجوي والطائرات ووحدات تخزين الوقود على بعد حوالي 50 كيلومترا (30 ميلا) داخل الأراضي الإسرائيلية.
يمثل هذا الفيديو الثالث في سلسلة من مقاطع الفيديو المماثلة التي تهدف إلى إظهار مدى وصول حزب الله للمراقبة واسعة النطاق داخل إسرائيل.
مقاطع الفيديو السابقة والرسائل الإستراتيجية
أظهرت مقاطع فيديو سابقة لحزب الله مدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
إن نشر مقاطع الفيديو هذه هو جهد استراتيجي من قبل حزب الله للإشارة إلى قدراته المراقبة وربما استعداده لمواجهات أكثر أهمية.
ويبدو أن نية المجموعة واضحة: إظهار القوة وغرس الشعور بالضعف داخل البنية التحتية الدفاعية الإسرائيلية.
الرد العسكري الإسرائيلي
ردًا على مقطع الفيديو الأخير، صرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على موقع X (تويتر سابقًا) أن اللقطات تم التقاطها بواسطة طائرة استطلاع بدون طيار، وأكد أن عمليات القاعدة لم تتأثر.
ويهدف هذا الرد الرسمي إلى التقليل من تأثير المراقبة التي يقوم بها حزب الله مع الاعتراف بالتهديد المستمر الذي تشكله قدرات الحزب.
الآثار المترتبة على زيادة المراقبة
يثير نشر حزب الله لهذه الفيديوهات مخاوف أمنية كبيرة لإسرائيل.
إن القدرة على مراقبة واستهداف البنية التحتية الحيوية في عمق الأراضي الإسرائيلية يمكن أن تغير الديناميكيات الاستراتيجية في المنطقة.
ويشير ذلك إلى تصعيد محتمل في التكتيكات التي يستخدمها حزب الله ويؤكد الحاجة إلى زيادة اليقظة وإجراءات المراقبة المضادة المتقدمة من قبل القوات الإسرائيلية.
وينظر خبراء الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط إلى تصرفات حزب الله باعتبارها تصعيدًا واضحًا في حربه النفسية والتكتيكية ضد إسرائيل.
وعلق الدكتور أمير زوهار، المحلل الأمني في جامعة تل أبيب، قائلاً: "إن استخدام حزب الله لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار للمراقبة العميقة داخل إسرائيل يعد تطوراً مهماً، فهو لا يستعرض قدراته التقنية فحسب، بل يعمل أيضاً كأداة نفسية تهدف إلى زرع الخوف والقلق".
علاوة على ذلك، أكدت الدكتورة لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، التداعيات الاستراتيجية: “إن مقاطع فيديو حزب الله هي شكل من أشكال الحرب غير المتكافئة، تهدف إلى إبراز القوة وتحدي الهيمنة الإسرائيلية دون مواجهة عسكرية مباشرة”، وبهذا الشكل إن الحرب النفسية مصممة لإبقاء إسرائيل في حالة تأهب وإجبارها على إعادة تخصيص الموارد نحو التدابير الدفاعية.