في ظاهرة علمية مدهشة، اكتشف علماء الجامعة في ديربي بالمملكة المتحدة جزيرة غامضة تشكل بداية تكون قارة جديدة ، والتي ظهرت بعد انحسار الشواطئ على طول السواحل البحر الأبيض المتوسط.

انحسار الشواطئ

بحسب الدراسات، يُعتقد أن هذه الجزيرة الجديدة تشكلت نتيجة لظاهرة تصدع طبيعية تمتد عبر ملايين السنين، حيث تمثل جزءًا من تكتونيات الأرض التي انفصلت عن القارات الرئيسية خلال فترات تطور الكوكب.

تحذير عاجل من الأرصاد.. سحب رعدية ممطرة تضرب هذه المناطق

حفاظا على جمالها.. محافظ البحر الأحمر يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بالغردقة

الباحثون يشيرون إلى أن هذه الظاهرة تُعزى إلى حركات الصفائح التكتونية في المنطقة، وهي ظاهرة تقنية تستخدم لدراسة حركات قشرة الأرض والتغيرات التي تطرأ عليها بمرور الزمن.

ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، بالرغم من أن الاكتشاف يُعتبر مثيرًا للدهشة، إلا أن الخبراء يحذرون من أن ظهور جزيرة جديدة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات بيئية خطيرة، بما في ذلك تأثيرات سلبية على النظام البيئي للمنطقة وتغيرات في مستويات المياه البحرية.

ظهور قارة جديدة

ويدعو العلماء إلى مزيد من الدراسات والمراقبة البيئية لفهم تأثيرات هذه الجزيرة الجديدة على البيئة البحرية وعلى المجتمعات الساحلية المحيطة بها. وتُعد هذه الظاهرة تذكيرًا بضرورة حماية البيئة البحرية والتصدي لتحديات التغير المناخي التي تواجهها المنطقة.

وقال الدكتور جوردان فيثيان إن "عملية تشكل وانفصال القارات الصغيرة هي ظاهرة مستمرة تمامًا - فكل زلزال يمكن أن يؤدي إلى انفصال القارة الصغيرة التالية".

أوضح الباحثون أن هدف عملهم هو فهم تكوين هذه القارات بشكل دقيق بما يكفي للتنبؤ بالتطورات المستقبلية.

ونجح الفريق في تحديد الجزيرة الصغيرة الجديدة باستخدام بيانات سمك القشرة الأرضية من خرائط الجاذبية، وبيانات الانعكاس الزلزالي، ونمذجة الصفائح التكتونية.

طبيعة القارة ومما تتكون ؟

أوضحت خرائط الجاذبية معلومات عن كثافة الصخور وعمق وتوزيع صخور المصادر. وكان التركيز الأساسي للفريق على كيفية تشكل الشذوذ في القشرة الأرضية من خلال بناء نموذج يُعيد بناء الحركات التكتونية التي استمرت لمدة تقريبية 30 مليون سنة.

صف العلماء القارة الصغيرة الأولية بأنها أكبر من القارات الصغيرة الأخرى، إذ يصل سمكها إلى ما بين 11 و14 ميلاً، وقالوا إن فهم كيفية تشكلها أمر حيوي للعلم المستمر اليوم.

يبلغ متوسط ​​سمك القارة الصغيرة عادة ما بين ثلاثة إلى خمسة عشر ميلاً. وتتبعت تقنيات رسم الخرائط كيف تغيرت حركات قاع البحر على مدى ملايين السنين وحددت "منطقة معزولة من القشرة القارية السميكة نسبيًا والتي انفصلت عن جرينلاند خلال مرحلة تم التعرف عليها حديثًا من الامتداد من الشرق إلى الغرب على طول غرب جرينلاند"، وفقًا للدراسة .

سبب ظهور القارة الجديدة

قال باحثون إن مضيق ديفيس هو أحد أكبر التجمعات من هياكل الصدع المعروفة مع تغييرات محددة جيدًا في حركة الصفائح والتي يمكن أن تساعد في فهم كيفية تشكل القارات الصغيرة.

القارات الصغيرة الأولية هي جزء من الغلاف الصخري القاري، وهو قسم من القشرة الخارجية للأرض والذي ينقسم إلى عدة صفائح تكتونية - ألواح من الصخور.

توجد طبقة شبه سائلة من الصخور تقع على عمق يتراوح بين 50 إلى 120 ميلاً تحت سطح الأرض، تسخن ثم تذوب، مما يتسبب في تدفق الصخور.

تدفع الحركة على طول الصفائح التكتونية، مما يتسبب في احتكاكها ببعضها البعض على مدى ملايين السنين، مما يؤدي إلى الزلازل والانفجارات البركانية.

وعندما يحدث هذا، سوف تنفصل الكتلة الأرضية عن القارات الكبرى، مما يخلق قارة صغيرة أولية خاصة بها.

كيفية تشكل القارات الصغيرة

بدأ الصدع الأولي بين كندا وجرينلاند منذ حوالي 118 مليون سنة، لكن قاع البحر لم يبدأ في الانتشار حتى قبل 61 مليون سنة ليشكل ما يعرف اليوم باسم مضيق ديفيس.

بعد حوالي ثلاثة ملايين سنة، أفاد العلماء أن انتشار قاع البحر تحول من الشمال الشرقي والجنوب الغربي إلى الشمال الجنوبي، مما أدى إلى انكسار مضيق ديفيس الأولي.

واستمر التحول لمدة 33 مليون سنة تقريبا ولم يتوقف إلا عندما اصطدمت جرينلاند بجزيرة إليسمير التي تقع إلى الشمال.

وقال الباحثون إنهم يأملون أن يتم استخدام نتائجهم لفهم كيفية تشكل القارات الصغيرة الأولية الأخرى حول العالم بما في ذلك قارة جان ماين الصغيرة إلى الشمال الشرقي من أيسلندا وتل جولدن دراك قبالة ساحل غرب أستراليا.