تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ 72 لـ ثورة 23 يوليو، التي انطلقت في مثل هذا اليوم من عام 1952 على أيدي الضباط الأحرار في الجيش المصري، لوأد الفقر والجهل، وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وطرد الاحتلال البريطاني.
أهم إنجازات ثورة 23 يوليو
وكان من أهم إنجازات ثورة 23 يوليو توحيد الجهود العربية، وحشد الطاقات العربية لصالح حركات التحرر العربية، وأكدت للأمة من الخليج إلى المحيط أن قوة العرب في توحدهم وتحكمها أسس تاريخية ولغة مشتركة واجتماعية لوجدان واحد مشترك.
وأصبحت مصر قطب القوة في العالم العربي، مما فرض عليها المسئولية والحماية والدفاع لنفسها ولمن حولها.
كما لعبت قيادة ثورة 23 يوليو دورا رائدا مع يوغسلافيا بقيادة الزعيم جوزيف بروز تيتو، ومع الهند بقيادة نهرو في تشكيل حركة عدم الانحياز، مما جعل لها وزن ودور ملموس ومؤثر على المستوى العالمي وغيرها من إنجازات ثورة يوليو المجيدة.
وتوافد عدد كبير من المواطنين، على ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، منذ الصباح الباكر، وذلك لإحياء الذكرى الـ 72 لثورة 23 يوليو المجيدة، التى تكاتف فيها الشعب مع الجيش، وكانت البداية من تنظيم الضباط الأحرار الذى كان أبرز رجاله هو الرئيس الراحل، وأطاحت بالملكية بعيدا، في مثل هذا اليوم عام 1952، لتدخل مصر فى دائرة أخرى مهمة وهى "الجمهورية".
ويحرص أنصار ومحبو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على إحياء ذكرى الثورة، من أمام ضريحه، تقديرا للدور الذي قام به من أجل إنجاحها، حيث انطلقت ثورة 23 يوليو نحو التحرر من قيود الاحتلال والفساد، وإنهاء الملكية وتدشين صفحة جديدة في تاريخ مصر الحديث.
البطولة الحقيقية فى ثورة يوليو
البطولة الحقيقية في ثورة يوليو تحسب للشعب المصري ولزعيمها ودون أن يقف وراؤها حزب أو تنظيم سياسي، فإن ذلك دليل بطولة الشعب الذي وقف خلف قيادته بوعي وإصرار وتضحية.
ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، أسباب وسر بقاء زعامة الراحل جمال عبدالناصر رغم مرور السنين.
ورحل وترك بصمته، واسمه يتردد باستمرار داخل القارة السمراء، كتب نهاية الاستعمار فى القارة الأفريقية بل أطلق عليه البعض أنه أبو أفريقيا، هو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فحينما تحل ذكرى موالده أو وفاته، تستعيد الأذهان النجاحات التى حققها القائد الراحل فى القارة السمراء من مساعدة فى التنمية وجهودداعمة لحركات التحرر فى القارة.
وأفريقيا لم تنس دور عبد الناصر فى الحصول على استقلالها، بل فتح أبواب مصر من أجل دعم الزعماء الأفارقة الوطنيين وإمدادهم بكل الوسائل الممكنة من أجل خدمة بلادهم، مثل نكروما فى غانا، وحركة الماو ماو فى كينيا.
وغانا لها مكانة مميزة فى قلب مصر، حيث قدم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كل الدعم إلى نظيره الغانى نكروما منذ خمسينيات القرن الماضي، ليس ذلك وفقط بل ساند "أبو أفريقيا" فى حصول غانا عام 1957 على استقلالها عن بريطانيا، تطورت العلاقات المصرية الغانية حتى أصبحت سيدة مصر هى سيدة غانا الأولى حيث تزوج الرئيس نكروما من عروس النيل فتحية رزق.
ولأن فتحية رزق مصرية حتى النخاع لم تتخلى يوما عن دعم بلدها مصر، حيث ذكر جمال نكروما فى تصريحات سابقة له، أنوالدته "فتحية" رغم الأزمة التي تعرضت لها عام 1966، عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بزوجها إلا أنها لم تتأخر عن القيام بواجبها تجاه وطنها مصر، ويتذكر جمال أن والدته حينما وقع الانقلاب، اتصلت بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر فجرًا لتستنجد به وطمأنها، وأرسل بالفعل طائرة خاصة لأكرا لاصطحابنا إلي القاهرة وأقمنا في قصر الطاهرة، لمدة ثلاثة أشهر لحين الانتهاء من تجهيز بيتنا في المعادي، ويوضح جمال الذي سمي علي اسم الزعيم عبد الناصر أن ناصر كان صديقًا لوالده ولولاه لما وافقت أسرة فتحية علي هذه الزيجة.
أحد الأبطال يتحدث عن الراحل جمال عبد الناصر
وفي هذا الصدد، قال جندي مقاتل زغلول وهبة، أحد أبطال نصر أكتوبر، إن له العديد من الذكريات مع الراحل جمال عبد الناصر، الذي يعد من أهم الرؤساء العرب الذين ما زالت ذكراهم حاضرة وعالقة في وجدان الشعوب العربية والأفريقية.
وأضاف وهبة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الزعيم جمال عبدالناصر كان صاحب فكرة تكوين سلاح جديد الدفاع الجوي، التي تم تدشينه منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم تشكيله للدفاع عن أرض مصر، وذلك عقب مجـ.ـزرة مدرسة بحر البقر.
وتابع: "إحنا كجيل عاشق للزعيم الخالد، وكنا ننتظر على محطه القطار ببنها وهو رايح إسكندرية اكتر من مرة، ومدرستى الابتدائية أمام محطة بنها وكان ناظر المدرسة ينظمنا ونحى الريس، وشوفناه مع خروشوف وقت وضع أساس السد العالى برضه وهو معدة على بنها بالقطار".
واختتم: "شوفته اكتر من مرة أثناء المصيف بالإسكندرية مع عبد السلام عارف رئيس العراق، وكانت سيارة الريس مكشوفة واقف يحيى الجماهير، وعربة القطار صالون مكشوف من الجهتين".
حالة أفريقية
قضية الماو ماو، لم تكن قضية محلية فى كينيا ولكن بدعم مصر أصبحت حالة أفريقية، نادت بالإفراج عن الزعيم الكينى جومو كينياتا الذى احتجزته سلطات الاحتلال البريطاني عام 1961، وكانت القاهرة أول عاصمة تستقبل المناضلين الكينيين، وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم داخل كينيا وعلى رأسهم: أوجينجا أودينجا، وتوم مبويا، وجيمس جيشورو، وجوزيف موروبي، وهكذا استمر الدعم المصري إلى أن حصلت كينيا على استقلالها فى عام 1963.
سفارة مصر
لم يتوقف الدعم المصري عند هذا الحد ولكنه استمر عطاء عبد الناصر حيث افتتحت كينيا في عام 1964 سفارتها بالقاهرة، وخلال اعتماده أوراق أول سفير لجمهورية كينيا بالقاهرة عبر الرئيس عبد الناصر وقتها عن إعجابه بكفاح الشعب الكينى من أجل الحرية والاستقلال بزعامة "جومو كينياتا" الذى أصبح أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وأبدى عبد الناصر استعداده للتعاون الكامل مع كينيا وكافة الدول الأفريقية من أجل تعزيز قوة أفريقيا وتنمية مواردها بما يساهم فى تدعيم وحدتها.
التعاون العسكري
خلال استضافة مصر مؤتمر القمة الأفريقى الثانى فى عام 1964 أبدى الرئيس عبد الناصر استعداده للتعاون العسكرى مع كينيا وأجابه الرئيس كينياتا بالإعراب عن رغبته فى التخلص من القوات البريطانية الموجودة فى بلاده، ومساندة مصر لكينيا ومساعدتها فى بناء الجيش الكينى الوطنى، حيث يذكر فى هذا الصدد الكلمة الشهيرة للرئيس جومو كينياتا " سنظل نذكر ناصر دائمًا أن مساندته لأفريقيا حررت الكثير من دولها".