قال الدكتور أكينومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، أن البنك أطلق برنامجا بقيمة 25 مليار دولار لتحويل الزراعة من أجل إطعام أفريقيا، وتوفير تكنولوجيات زراعية عالية الأداء لـ 40 مليون مزارع وجعل أفريقيا مكتفية ذاتيا من الغذاء بحلول عام 2030، ونحن في طريقنا نحو تحقيق هذا الهدف.
وأضاف "أديسينا" في تصريحات صحفية أن هذا البرنامج يستخدم التقنيات لأجل التحول الزراعي في أفريقيا، بين مراكز البحوث الزراعية العالمية ومنظمات البحوث الزراعية الوطنية والإقليمية والقطاع الخاص، لتقديم تقنيات زراعية عالية الأداء على نطاق واسع لملايين المزارعين، حيث حقق البنك عدة نجاحات في هذا القطاع وقام بنك التنمية الافريقي بمساعدة القارة على معالجة الآثار السلبية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة لتغير المناخ، عن طريق دعم الباحثين لتطوير أصناف المحاصيل التي تتحمل أو تقاوم الطقس الحار.
وأشار إلى أن بنك التنمية الافريقي قام بتوفير أكثر من 100 طن من بذور أصناف القمح المقاومة للحرارة للمزارعين في إثيوبيا، و 100 ألف طن من البذور تعادل 1016 طائرة إيرباص 380 على مدرج الهبوط، كمادعمت حكومة إثيوبيا المزارعين لزراعة الأصناف، حيث زرعوا 5000 هكتار بهذه الأصناف في عام 2018، وبحلول عام 2022 زرعوا 1.2 مليون هكتار، وكانت النتيجة مثيرة وأصبحت إثيوبيا مكتفية ذاتيا من القمح في أقل من أربع سنوات واليوم، أصبحت إثيوبيا مصدراً صافياً للقمح.
وأوضح رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، أن هناك تحول مماثل يحدث في السودان وبدعم قدره 75 مليون دولار من البنك الأفريقي للتنمية، الذي يعمل بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي، حيث تعمل أصناف القمح التي تتحمل الحرارة على تعزيز إنتاج القمح وتمثل الآن أكثر من 22% من إمدادات القمح في السودان، مما يعطي الأمل وسط الصراع المدني.
وواجهت بعض أجزاء من افريقيا حالات جفاف في عام 2018، مما فرض تحديات كبيرة على الأمن الغذائي، حيث تأثرت بشدة الذرة، وهي الغذاء الرئيسي في المنطقة، ومرة أخرى، أحدثت التقنيات الفارق، إذ قدم البنك الأفريقي للتنمية أصناف الذرة التي تتميز بكفاءة استخدام المياه وتتحمل الجفاف، من خلال البرنامج إلى أكثر من 5.6 مليون أسرة، وساعد ذلك 28 مليون شخص على النجاة من الجفاف وتجنب انعدام الأمن الغذائي وفي كل حالة من هذه الحالات كان الدعم السياسي الحكومي القوي أمرًا بالغ الأهمية.