في العام الماضي، بدا أن الحملة الانتخابية الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية متجهة إلى أن تكون عبارة عن عملية شاقة رتيبة تضم مرشحين هما الرئيس جو بايدن وسلفه السابق دونالد ترامب، وهو ما لم يرغب فيه الناخبون حقًا.
لكن كل ذلك تغير بعد ظهر يوم أحد هادئ قبل 107 أيام فقط من الانتخابات، بعد قرار الرئيس جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024.
وحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، فإن قرار بايدن بالانسحاب من الانتخابات الأمريكية وتأييد ترشح نائبته كامالا هاريس خلفًا له يعيد ضبط الحملة بسرعة لا مثيل لها في السياسة الأمريكية الحديثة.
ومن المرجح أن تجبر الانتخابات، التي كانت في السابق عبارة عن منافسة بين رجلين أبيضين مسنين، ترامب على التنافس مع هاريس الأصغر سنًا، والتي كانت تعزز الدعم بين الديمقراطيين وستكون أول امرأة من أصول ملونة على رأس قائمة حزب كبير.
وقال دان فايفر، المستشار السابق للرئيس الأسبق باراك أوباما إن هذا القرار يهز الأمور بالكامل و“يقلب كل شيء رأسًا على عقب”.
وأضافت الوكالة الأمريكية أن انهيار جهود إعادة انتخاب بايدن، والتي بدأت بأدائه الهش في المناظرة أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب الشهر الماضي، ترك كلا الحزبين يتصارعان.
وعلى الرغم من أنه لم يتقدم أحد لتحدي هاريس على ترشيح الحزب الديمقراطي، إلا أنها لا تزال تواجه التحدي غير المسبوق المتمثل في تولي الحملة قبل أربعة أسابيع فقط من اجتماع الحزب في شيكاغو لحضور مؤتمره الوطني.
أزمة ترامب
وفي الوقت نفسه، يجب على ترامب أن يضع نصب تركيزه على هاريس بعد تصميم حملته لمباراة العودة مع بايدن.
وزعم فريق ترامب إنهم مستعدون لخوض الانتخابات ضد هاريس، فيما كثف الجمهوريون انتقاداتهم خلال مؤتمر الحزب الأسبوع الماضي في ميلووكي.
ومع ذلك، أعرب ترامب عن خيبة أمله قائلًا “علينا أن نبدأ من جديد” في الحملة، مضيفًا عبر منصة "تروث سوشيال" إنه يجب "تعويض الجمهوريين عن الاحتيال" مقابل كل الأموال التي أنفقوها ضد بايدن.
وجاء التغيير في السباق الرئاسي بعد شهر مضطرب للغاية في السياسة الأمريكية، بدأ بمناظرة مبكرة بشكل غير عادي بين بايدن وترامب، إذ أثارت هذه المواجهة التي جرت في 27 يونيو الماضي، المخاوف من أن الرئيس الأمريكي (81 عاما) كان كبيرا في السن بحيث لا يسمح له بفترة ولاية ثانية.
وبينما كان الديمقراطيون يضغطون لإزاحته من أعلى القائمة، نجا ترامب بالكاد من محاولة اغتيال في 13 يوليو خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا.
وعقب ذلك خضع بايدن للضغوط داخل حزبه للتنحي، وسرعان ما قرر الانسحاب وأيد نائبته هاريس، وهي أول امرأة سوداء وشخص من أصل جنوب آسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.
نقاط ضعف المرشح الجمهوري
على جانب الآخر، فمن المؤكد أن ترامب، البالغ من العمر 78 عامًا، سيكون أكبر المرشحين سنًا في الاقتراع بعد أن أمضى أشهرًا في مهاجمة بايدن بسبب عمره، إذ تبلغ هاريس من العمر 59 عامًا فقط، مما يمنحها الحق في تمثيل تغيير الأجيال الذي لا يستطيع بايدن تحقيقه أبدًا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هاريس شغلت منصب مدعي عام سابق، مما يوفر فرصة جديدة لمهاجمة مكانة ترامب كمجرم مدان بعد إدانته في محاكمة سرية في وقت سابق من هذا العام.
وهي أيضًا ابنة مهاجرين، وترعرعت على يد أب جامايكي وأم هندية، وهي خلفية تزيد من التناقض مع ترامب، الذي استخدم خطابًا عنصريًا ومتحيزًا ومعاديًا للمهاجرين.
وحاولت هاريس تلخيص خلافاتهما في إعلان انتخابي قبل خمس سنوات، عندما كانت تسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي قبل أن تنسحب وتنضم إلى حملة بايدن كنائبة له.
ورفض قادة حملة ترامب التغيير الدراماتيكي، قائلين: “إن كامالا هاريس مجرد مزحة مثل بايدن”.
وقال بيان صادر عن كبار المستشارين بحملة بايدن كريس لاسيفيتا وسوزي ويلز: “إنهم يمتلكون سجلات بعضهم البعض، ولا توجد مسافة بين الاثنين”.