في خطوة دبلوماسية مهمة، توصلت الفلبين والصين إلى اتفاق مؤقت لتسهيل إعادة إمداد موقع عسكري فلبيني في منطقة سكند توماس شول المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. ويأتي هذا التطور وسط تصاعد التوترات والمواجهات المتكررة في المنطقة. وأعلنت وزارة الخارجية الفلبينية هذا الترتيب يوم الأحد، بعد أسابيع من المشاورات بين دبلوماسيين من البلدين.
تركز الاتفاقية على مهام إعادة الإمداد إلى سييرا مادري، وهي سفينة حربية صدئة تعمل كموقع استيطاني فلبيني في سكند توماس شول. وعلى مدى أكثر من عام، واجهت هذه المهام اضطرابات شديدة من قبل خفر السواحل الصيني، الذي استخدم تكتيكات تتراوح بين الاصطدام بالسفن الفلبينية والصعود عليها إلى مصادرة المعدات واستخدام خراطيم المياه.
تصاعدت هذه التصرفات في يونيو عندما صدمت القوات الصينية السفن الفلبينية، وصعدت عليها، وألحقت أضرارا بالقوارب، مما أثار القلق الدولي بشأن صراع محتمل يشمل الولايات المتحدة، حليفة الفلبين.
يقع نهر توماس شول الثاني داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. وعلى الرغم من حكم التحكيم الصادر عام 2016 والذي رفض مطالبات الصين التوسعية بشأن بحر الصين الجنوبي، تواصل بكين تأكيد سيادتها على المنطقة، بما في ذلك المياه الضحلة. ويؤكد هذا النزاع المستمر الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية للمنطقة، حيث تتداخل مطالبات الصين مع مطالبات العديد من دول جنوب شرق آسيا.
شددت وزارة الشؤون الخارجية في مانيلا على أن الاتفاقية تهدف إلى تهدئة الوضع دون المساس بمطالبات كل جانب في بحر الصين الجنوبي. ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك حول مدى متانة وفعالية هذا الترتيب المؤقت.
أعرب دبلوماسي أجنبي في مانيلا عن شكوكه حول استعداد بكين للتراجع عن موقفها بشأن المياه الضحلة، مما يشير إلى أن استراتيجية الصين طويلة المدى ربما لا تزال تنطوي على تقويض سيطرة مانيلا على المنطقة.
تاريخياً، زعمت الصين أنها توصلت إلى "اتفاقيات نبيلة" غير رسمية مع الفلبين فيما يتعلق بسيرا مادري، ثم اتهمت مانيلا لاحقاً بانتهاك هذه الاتفاقيات مع الاستمرار في التكتيكات العدوانية لعرقلة مهام إعادة الإمداد.
تضمنت المفاوضات الأخيرة عروضاً صينية للسماح بتسليم الإمدادات الأساسية، بشرط أن تخطر الفلبين الصين مسبقاً، وتمتنع عن تثبيت الاستقرار في سييرا مادري، وتسمح للسلطات الصينية بتفتيش سفن إعادة الإمدادات.
وجاء الإعلان عن هذا الترتيب المؤقت في أعقاب المحادثات الثنائية التي جرت في الثاني من يوليو في إطار آلية التشاور الثنائية بشأن بحر الصين الجنوبي. ورغم أن هذا التطور يشكل خطوة إيجابية نحو الحد من التوترات المباشرة، فإن الحل الطويل الأجل للنزاعات في بحر الصين الجنوبي سوف يتطلب مشاركة دبلوماسية مستدامة وتنازلات متبادلة.