قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مر عام ونصف على اندلاعها| جهود مصرية لاحتضان السودانيين وإنهاء الأزمة

السودان
السودان
×

مازالت الحرب فى السودان تحصد الأرواح وتعمق المأساة الإنسانية وسط تردى الأوضاع للملايين من السودانيين، وبحسب آخر احصائية للأمم المتحدة قتل ما يقرب من 15 ألف شخص فى السودان، منذ اندلاع الأظمة منتصف أبريل 2023.

أكثر من عام ونصف حرب بالسودان

ويعاني 25.6 مليون سوداني من الجوع الشديد، بينهم 755 ألف شخص في مرحلة المجاعة، ويقترب نحو 8.5 مليون شخص آخر من هذه المرحلة، وفقًا لأحدث تقرير عن الأمن الغذائي صدر في 27 يونيو الماضي.

وفى السياق كشفت سلوى بنية رئيسة وفد حكومة السودان في مباحثات جنيف عن منح الحكومة 1,529 تأشيرة دخول للعاملين في المجال الإنساني و10,944 إذن وإخطار تحرك، خلال 6 أشهر، وهي الفترة التي منحت فيها إعفاءات جمركية وضريبية ورسوم الواردات المساعدات والآليات والتي تُقدر بـ 360 مليون دولار.

وقالت إن السلطات سهلت دخول مئات الشاحنات من المساعدات، منها 542 شاحنة عبر معبر الطينة الذي يربط مناطق شمال تشاد بولاية شمال دارفور غربي السودان.

وكانت مصر حاضرة منذ اللحظة الأولى في الأزمة التي شهدها السودان الجريح نتيجة الاشتباكات التي شهدتها البلاد بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع.

ووفقا لبيان صادر عن هيئات نقابية سودانية، فقد أدت الحرب إلى تشريد أكثر من 12 مليونا، نزح نحو 9 مليونا إلى مناطق داخلية، ولجأ أكثر من 3 مليون شخص لدول الجوار.

وأدت الحرب لتدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير في بلد كان يعاني أصلا من أزمة اقتصادية طاحنة، حيث حذرت منظمة إنقاذ الطفولة، من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة (بينهن حوامل) مهددون بالموت بسبب الجوع ما لم يتم توفير التمويل العاجل، لإنقاذ الحياة للاستجابة للأزمة الهائلة في السودان.

ويعاني أكثر من 2.9 مليون طفل في السودان من سوء التغذية الحاد، حسب تقرير مشترك للأمم المتحدة ووزارة الصحة السودانية ومنظمات أخرى غير حكومية.

ودائما كانت الدولة المصرية تتواصل مع طرفي الأزمة السودانية لوضع رؤية لحل الأزمة تتضمن التوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار، وعدم السماح بالتدخلات الخارجية في البلاد، والحفاظ على مؤسسات الدولة والسماح لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمناطق المتضررة نتيجة الاشتباكات.

واستكمالا لجهود مصر لوقف إطلاق النار في السودان، انطلق مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية، في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، السبت، الموافق 6 من يوليو الجاري، وذلك في إطار الجهود المصرية المبذولة لبحث سبل إنهاء الصراع السوداني، ووقف الأعمال القتالية التى تسببت في مقتل وإصابات الآلاف من الأشقاء في السودان، وحقن دماء الشعب.

وقد أتي مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية- حينها في إطار حرص جمهورية مصر العربية على بذل جميع الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق على تجاوز الأزمة التي يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني وأمن واستقرار المنطقة، لاسيما دول جوار السودان.

وكذلك كان انطلاقاً من الروابط التاريخية والاجتماعية الأخوية والعميقة التي تربط بين الشعبين المصري والسوداني، وتأسيساً على التزام مصر بدعم جميع جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان.

حوار وطني سوداني- سوداني

وضم المؤتمر حينها- جميع القوى السياسية المدنية السودانية، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني- سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة.

دور مصر في وقف إطلاق النار

وفي هذا الإطار، قال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر دائما تحتضن دولة السودان الشقيق، وتدعو دائما لوقف إطلاق النار، وذلك بعد أن الحرب أفرزت تداعيات تتعلق بمسار عسكري وآخر انساني ومسار سياسي ومسار إعادة بناء وإعمار.

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العديد من الدول العربية تسعى إلى وضع خريطة طريق لإنشاء السودان الجديد وفي هذا المسار كان هناك قرارات ومواقف اتخذت بين الفرقاء السودانيين لحل الأزمة.

وأشار حليمة، إلى أن الدولة المصرية تبذل مجهودات كبيرة فيما يخص تداعيات الازمة السودانية ونتحرك على مسارات متعددة، وهناك تحرك مدروس من الدولة المصرية بكل مؤسساتها ومصر تذكر العالم بوجود قضايا عربية مرتبطة بتطورات الأحداث الإقليمية والدولية"، موضحا أن مصر تريد تذكير العالم بذلك على المستوى الدولي والاقليمي.

ومن جانبها حذرت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، من تفاقم الأزمة الإنسانية فى السودان بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية والنقص الحاد فى الإمدادات الطبية والوقود، مما أدى إلى تفشى الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات.

تفشى الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات

ودعت إلى ضرورة فتح جميع المعابر الحدودية لضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر، مشيرة إلى أربعة تحديات رئيسية قالت إنها تواجه استجابة المنظمة لحالات الطوارئ الإنسانية فى إقليم شرق المتوسط وتشمل هذه التحديات: القيود المفروضة على وصول المساعدات والعاملين فى المجال الإنساني، الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية، الوقاية من تفشى الأمراض والاستجابة لها، وخطر أن يؤدى انخفاض التمويل المقدم من الجهات المانحة إلى تكلفة بشرية حقيقية ومأساوية.

وأضافت المسؤولة الأممية أن الناس فى دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة محرومون فعليا من المساعدات الإنسانية خاصة فى دارفو، وقالت أن أكثر من ثمانمائة ألف شخص محرومون من الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمستلزمات الطبية.

وأوضحت أن المنظمة أرسلت بعثة من الخبراء إلى تشاد بهدف تقييم الاحتياجات الصحية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم وأيضا لتحسين وتوسيع نطاق العمليات عبر الحدود لتصل إلى ولايات دارفور المتضررة من النزاع خاصة إيصال الإمدادات الطبية العاجلة وأفادت انه تم الإبلاغ وقوع اثنتين وثمانين هجمة على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الأعمال العدائية فى نيسان من عام 2023 مع الإشارة إلى أن الأسابيع الستة الأخيرة وحدها قد شهدت سبعة عشر هجوما على هذه المرافق.

وشددت مسؤولة الصحة العالمية أن المنظمة دوما تؤكد من أن حماية الرعاية الصحية أمر لا يقبل التفاوض وينص عليه القانون الدولى الإنسانى الذى لا يستثنى أى دولة عضو من الالتزام به محذرة من تفشى الأمراض المعدية فى السودان بسبب نقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، ودعت إلى زيادة الاستثمارات فى مجال الوقاية من الأمراض ومكافحتها داعية إلى زيادة الدعم المالى للقطاع الصحى فى هذه البلدان لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.