أثار مشروع قانون تتم مناقشته حاليًا في الكنيست جدلاً حادًا في إسرائيل، مع قدرته على الحد من الخطاب الأكاديمي الذي يصفه النقاد بأنه "مكارثي". ومن شأن التشريع المقترح أن يمكّن لجنة معينة من قبل الحكومة من فصل أعضاء هيئة التدريس بسبب تعبيرهم عن "دعم الإرهاب"، مع عدم الامتثال مما يؤدي إلى خفض التمويل للجامعات.
الدعم والمعارضة
وفقا للجارديان، حصل القانون على دعم من وزير التعليم يوآف كيش والاتحاد الوطني للطلاب الإسرائيليين، الذين يقولون إن بعض أشكال التعبير عن الدعم تتجاوز الحدود التي لا ينبغي التسامح معها. وقدم أوفير كاتس، عضو حزب الليكود، مشروع القانون كمبادرة خاصة، بدعم من مشرعين آخرين، بما في ذلك منافس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بيني جانتس.
في المقابل، أدان رؤساء الجامعات الرائدة، مثل رئيس التخنيون أوري سيفان، القانون باعتباره هجومًا على حرية التعبير والاستقلال الأكاديمي. ووصف سيفان القانون بأنه "شكل عنيف للغاية من المكارثية" يهدف إلى ترهيب وقمع التفكير النقدي.
الحملة والنقد
قام اتحاد الطلاب بحملة نشطة من أجل القانون، واستثمر أكثر من 500 ألف شيكل في اللوحات الإعلانية على مستوى البلاد للترويج للتشريع. وقد أثارت هذه الحملة انتقادات حادة، بما في ذلك افتتاحية صحيفة هآرتس التي حذرت من أن أنصار القانون "بحاجة إلى درس في الديمقراطية".
قال يائير لابيد، زعيم المعارضة، إن مشروع القانون يقوض المبادئ الديمقراطية من خلال السماح للسياسيين بأن يقرروا من جانب واحد ما يشكل خطابا مقبولا، متجاوزين الرقابة القضائية. كما انتقدت رابطة رؤساء الجامعات حملة اتحاد الطلاب ووصفتها بأنها مثيرة للانقسام وربما تحرض على العنف.
آثار أوسع
ويقول المنتقدون إن التشريع لن يخنق حرية التعبير داخل الأوساط الأكاديمية فحسب، بل سيعرض الجامعات الإسرائيلية أيضًا لعقوبات دولية، مما يزيد من عزلتها. إن تركيز القانون على الأوساط الأكاديمية، على الرغم من القوانين الحالية ضد التحريض على الإرهاب، يُنظر إليه على أنه خطوة متعمدة لاستهداف الخطاب الفكري والسيطرة عليه.
دافع إلشانان فيلهيمر، رئيس الاتحاد الوطني للطلاب الإسرائيليين، عن الطبيعة الاستفزازية للحملة، مدعيًا الدعم الطلابي الكبير ورفض المنتقدين ووصفهم بأنهم عفا عليهم الزمن ومفرطون في الحذر.
يسلط الجدل حول القانون الضوء على الصدع العميق في المجتمع الإسرائيلي فيما يتعلق بحرية التعبير والأمن. وقد أثار هذا الاقتراح بالفعل قلقًا كبيرًا بين الأكاديميين، حيث يخشى البعض أنه يمثل خطوة نحو الاستبداد. وأعربت عنات مطر من قسم الفلسفة في جامعة تل أبيب عن أسفها لمشاركة الطلاب في الترويج لقانون يمكن أن يسكت معلميهم.