قال ماجد المذحجي، المؤسس المشارك لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، إن الغارة الجوية التي شنتها يوم السبت على مدينة الحديدة الساحلية، والتي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وتسببت في حريق هائل، من شأنها أن توفر للحوثيين "رأس مال سياسي" كبير وفقا لتقرير “الجارديان”.

ووفقا لتحليل الجارديان، من المتوقع أن تعزز الضربة مزاعم الحوثيين بالانخراط في صراع أوسع مع إسرائيل، مما قد يزيد من جاذبيتهم في اليمن وسط الغضب المتزايد بشأن حرب غزة.

مكاسب سياسية للحوثيين

شدد "المذحجي"، على أن الغارة الجوية يمكن أن تزيد من شرعية تأكيدات الحوثيين بشن حرب ضد إسرائيل، وهي رواية قد يتردد صداها بقوة أكبر لدى اليمنيين الغاضبين من الصراع المستمر في غزة.

وأضاف: "إنهم يضفي الشرعية على ادعاءات الحوثيين بأنهم يشنون حرباً مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن ذلك قد يعزز النفوذ السياسي للمتمردين.

الدور الإقليمي للحوثيين

منذ أكتوبر، قام الحوثيون المدعومين من إيران بتصنيف أنفسهم استراتيجيًا كعنصر حاسم في شبكة طهران الإقليمية، والتي تضم الجماعات المسلحة المتحالفة معها في لبنان وسوريا والعراق. ويؤكد هذا الموقف جهود الحوثيين لتأكيد نفوذهم ضمن سياق جيوسياسي أوسع.

تصاعد الهجمات

وصعد الحوثيون عملياتهم بشكل كبير، حيث شنوا ما يقرب من 90 هجومًا على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر. وقد أثارت شدة أفعالهم الاهتمام والقلق الدوليين.

الهجوم الأخير بطائرة بدون طيار وعواقبه

يوم الجمعة، اخترق هجوم بطائرة بدون طيار حوثي الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتطورة، مما أدى إلى مقتل شخص في تل أبيب.

وعجل هذا الحادث بشن ضربة انتقامية إسرائيلية على الحديدة. إن اختراق الحوثيين لدفاعات إسرائيل لا يدل فقط على قدراتهم العسكرية المتنامية، بل يدل أيضًا على استعدادهم للانخراط في مواجهات عالية المخاطر، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ​​الإقليمي.

الآثار المترتبة على الاستقرار الإقليمي

وتؤكد الأعمال العدائية المستمرة والأعمال الانتقامية مدى هشاشة الوضع الأمني ​​في المنطقة. وتشكل هجمات الحوثيين المتزايدة واصطفافهم مع شبكة حلفاء إيران تحديات كبيرة للأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، مع ما يترتب على ذلك من آثار أوسع على الاستقرار الإقليمي والعالمي.