حالة من الارتباك في المشهد الدولي عقب الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة الحديدة باليمن في الساعات القليلة الماضية عقب سلسلة غارات جوية إسرائيلية تسببت فى وقوع عدد من القتلى والجرحى فى عدة مواقع بالحديدة، وتأتى الغارات على الحديدة بعد يوم من الهجوم الحوثى عبر طائرة مسيرة على مدينة تل أبيب.
تصاعد حدة التوتر الحالى
وأعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن متابعتها بقلق بالغ للعملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضى اليمنية، والتى تزيد من تصاعد حدة التوتر الحالى على جميع الجبهات.
وشددت مصر على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل صون أمن واستقرار المنطقة، محذرةً مما سبق وأن أشارت إليه من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة، وبما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الإستقرار.
ودعت مصر كافة الأطراف لضبط النفس والتهدئة، وتجنب الانزلاق لفوضى إقليمية، مطالبة جميع الفاعلين على المستويين الإقليمى والدولى للاضطلاع بمسئولياتهم من أجل إنهاء الحرب الإسرائيلية فى غزة باعتبارها السبب الرئيسى فى ارتفاع حدة التوتر والتصعيد الإقليمي الحالى.
وأعادت مصر، التأكيد على موقفها الراسخ والداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق إلى القطاع، وذلك على ضوء أن تلك هي الخطوة الرئيسية والضرورية لاحتواء التوتر، والركيزة الأساسية لإقرار التهدئة الشاملة في المنطقة، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمى.
ماذا حدث في اليمن ؟
ووفقا لصحيفة “فاينانشال تايمز”، قصفت طائرات إسرائيلية عدة أهداف بما في ذلك البنية التحتية للطاقة في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية يوم السبت ردا على هجوم بطائرة بدون طيار نفذه الحوثيون أسفر عن مقتل شخص في تل أبيب في اليوم السابق.
وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية، إنها ضربت "أهدافا عسكرية" في الميناء، ردا على الهجمات المتكررة ضد إسرائيل من قبل الحوثيين المدعومين من إيران منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة العام الماضي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: "هاجمنا الحوثيون أكثر من 200 مرة.. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، ضربناهم. وسنفعل ذلك في أي مكان قد يتطلب الأمر ذلك".
وأضاف: "إن دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن.. وقد اتضح هذا في لبنان، وفي غزة، وفي اليمن، وفي أماكن أخرى، فإذا تجرأوا على مهاجمتنا فإن النتيجة ستكون مماثلة".
وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حرائق هائلة مشتعلة في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون، مع تصاعد ألسنة اللهب وأعمدة الدخان الأسود إلى السماء.
وذكرت وسائل إعلام يمنية، أن الغارات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 80 آخرين.
وقال مسئول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ضربت أهدافا "ذات استخدام مزدوج" في الميناء، بما في ذلك البنية التحتية للطاقة، وإن الحديدة كانت طريق الإمداد الرئيسي لتسليم الأسلحة الإيرانية للحوثيين.
وأضاف المسئول أن إسرائيل أبلغت حلفاءها مسبقا بالضربة.
وقالت إسرائيل اليوم، الأحد، إن نظام الدفاع الجوي "حيتس 3" الخاص بها أسقط صاروخا أرض-أرض كان يقترب من البلاد من البحر الأحمر وتم إطلاقه من اليمن.
وقد أدت الأعمال العدائية إلى تأجيج المخاوف من أن حرب إسرائيل مع حماس في غزة قد تتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
ماذا قال الحوثيون؟
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، إن الضربات أصابت "منشآت مدنية ومستودعات نفط ومحطة كهرباء" في الحديدة، وإن "هذا العدوان الوحشي لن يزيد إلا من تصميم الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة".
ويشار إلى أنه قبل هجوم يوم الجمعة على تل أبيب، انفجرت طائرة بدون طيار بعيدة المدى فوق وسط المدينة، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين، لم تكن هجماتهم على إسرائيل قاتلة، حيث أسقطت القوات الأمريكية أو أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية معظم القذائف.
وتمكنت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية من تحديد الطائرة بدون طيار التي شاركت في هجوم الجمعة، لكنها لم تسقط بسبب "خطأ بشري"، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وفيما يخص الهجمات البحرية فيشار إلى أن الحوثيون يؤكدون دوما أن هجماتهم تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا كجزء من دعمهم لحركة حماس في حربها ضد إسرائيل في قطاع غزة والتي اشتعلت منذ السابع من اكتوبر 2023 .
واستهدفوا أكثر من 70 سفينة بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار في حملتهم التي أسفرت عن مقتل أربعة بحارة، واستولوا على سفينة واحدة وأغرقوا اثنتين منذ نوفمبر 2023.
وفي يونيو، ارتفع عدد هجمات الحوثيين على السفن التجارية إلى مستويات لم نشهدها منذ ديسمبر، وفقا لمركز المراقبة المشتركة للهجمات على السفن التجارية.
واستهدفت الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الحوثيين منذ يناير، حيث أسفرت سلسلة من الغارات في 30 مايو عن مقتل 16 شخصا على الأقل وإصابة 42 آخرين.
هل لأمريكا يد فيما حدث؟
ووفقا لموقع “نيوز نيشن”، قال مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في بيان لـ"نيوز نيشن"، إن الولايات المتحدة لم تشارك، ولم تنسق أو تساعد إسرائيل في الضربات الجوية على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن يوم السبت.
وأضاف: "إننا نعترف ونعترف بشكل كامل بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
وفي غضون الأربع والعشرين ساعة الماضية، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن قواتها دمرت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين فوق البحر الأحمر.
وقال مسئول في البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن - الذي يعزل نفسه في ولاية ديلاوير بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كوفيد - تلقى إحاطة بشأن "التطورات" في الشرق الأوسط من نائب مستشار الأمن القومي جون فينر.
وفي هذا الصدد قال المحامي والمحلل السياسي زيد الايوبي ، إن مدينة الحديدة باليمن والتي تم استهدافها من قبل اسرائيل هي منطقة استراتيجية بالبحر الاحمر وبها مخازن نفط ، وبالتالي ضربها هو امر غاية في الصعوبة ، مشيرا الى انه من الغريب ان الحوثيون لم يتصدون لهذه الضربة ، ولكن لا اتوقع ان تتطور الامور الى حرب إقليمية ، وستبقى الامور في اطار قواعد اشتباك محددة .
واضاف خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الحوثيون يريدون الاشتباك الصوري مع اسرائيل ومحاولة كسب شرعية داخل اليمن والسيطرة على الجغرافيا باليمن ، كما ان اسرائيل تريد القول انها قادرة على الوصول لأهدافها حتى ولو كان على بعد آلاف الاميال .
وتابع: الضربات بين الطرفين تضيع الاهتمام بما يحدث في قطاع غزة من مآسي انسانية بسبب ما يقوم به العدوان الاسرائيلي الغاشم .