يشكل إنهاء انقطاع الكهرباء في مصر عام 2024، أحد أهم اهتمامات المواطنين خاصة بعد إعلان الحكومة عن وقف خطة تخفيف الأحمال في جميع المحافظات.
وأعلنت وزارة الكهرباء، انتهاء العمل بنظام تخفيف الأحمال خلال شهور الصيف اعتبارًا من اليوم.
وأكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء، أن تحسين جودة التشغيل وزيادة العائد على وحدة الوقود المستخدم في توليد الطاقة، والارتقاء بمستوى الخدمة الكهربائية المقدمة للمواطنين، هي من أهم أولويات العمل خلال المرحلة الحالية ولن يتم التراجع عنها.
وقف انقطاع الكهرباء
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الكهرباء، الدكتور أيمن حمزة، إنه سيتم إنهاء جدول تخفيف الأحمال اعتبارًا من اليوم وحتى نهاية الصيف.
وأضاف حمزة خلال اتصال هاتفي مع قناة الحياة: "لن يكون هناك تخفيف للأحمال حتى نهاية الصيف"، مشيرًا إلى أن "إنهاء تخفيف الأحمال جاء نتيجة تنسيق كبير واهتمام بتحقيق ما تم الوعد به سابقًا من قبل رئيس الوزراء".
وأوضح أنه قبل نهاية هذا العام سينتهي موضوع تخفيف الأحمال بشكل نهائي، مؤكدًا أن الجميع يتابع الجهود والتنسيق الكبير الذي يتم بين وزارتي الكهرباء والبترول وكل الوزارات المعنية، وذلك بمتابعة من رئيس الوزراء.
ولفت إلى أنه قد تحدث أعطال أو حاجة للصيانة في منطقة معينة، مشيرًا إلى أنه في حال وجود أعطال يجب الاتصال على الرقم 121 الذي يستقبل الشكاوى على مدار 24 ساعة، بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني أو المنصة الإلكترونية لخدمات الكهرباء الذكية التي تستقبل الشكاوى.
وكشف مصدر مسؤول، عن زيادة كميات الغاز الطبيعي والمازوت الموردة إلى محطات توليد الكهرباء بنحو ٩٪ هذا الأسبوع لإنهاء فترة تخفيف الأحمال بشكل كامل.
وصرحت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، بأنها ستوقف نظام تخفيف الأحمال الكهربائية بدءًا من اليوم وحتى نهاية شهور الصيف، تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء بعد توفير الكميات المطلوبة من الغاز الطبيعي والمازوت.
وأضاف الدكتور عصمت خلال جولة تفقدية لمحطة شمال القاهرة "المركبة" لتوليد الكهرباء بقدرة ١٥٠٠ ميجاوات في منطقة السواح، أن تحسين جودة التشغيل وزيادة العائد على وحدة الوقود المستخدم في توليد الطاقة، والارتقاء بمستوى الخدمة الكهربائية المقدمة للمواطنين هي من أهم أولويات العمل خلال المرحلة الحالية ولن يتم التراجع عنها.
كما كشف مصدر مسؤول، عن استقبال الشحنة السادسة من الغاز المسال في العين السخنة، لتوفير احتياجات محطات الكهرباء من الوقود.
وأوضح المصدر، أن الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي (إيجاس) زادت كميات الغاز اليومية الموجهة إلى محطات الكهرباء إلى نحو ١٢٠ مليون متر مكعب، مشيرًا إلى أن بدء تحويل الغاز المسال المستورد من الخارج في يوليو الجاري عزز من تدفقات الغاز في الشبكة القومية للكهرباء.
وأضاف أن كميات المازوت الموجهة إلى محطات الكهرباء زادت إلى حوالي ٢٧٥٠٠ طن يوميًا مقارنة بنحو ٢٥ ألف طن في يونيو الماضي، بهدف تعزيز احتياطيات المحطات من المازوت اللازم لتوليد الكهرباء. وأشار إلى أن الحكومة قامت بتدبير حوالي ١٫٢ مليار دولار لاستيراد الوقود "٦ شحنات غاز" لتشغيل محطات الكهرباء.
وأكد أن فاتورة الغاز والمازوت المباع لوزارة الكهرباء تتراوح بين ١٣ و١٤ مليار جنيه شهريًا، مشيرًا إلى أنها تلبي الجزء الأكبر من احتياجات محطات التوليد من الوقود اللازم للتشغيل والإنتاج.
في سياق متصل، تابع المهندس كريم بدوي وزير البترول، أعمال الحفر البحري لبئرين تنمويتين جديدتين لإنتاج الغاز الطبيعي والمتكثفات في موقع غرب حقل غاز ريفين - أحد حقول غرب دلتا النيل - باستثمارات تبلغ ٢٠٠ مليون دولار، حيث من المتوقع إضافة كميات جديدة من الغاز من البئرين.
ومن جانبه، قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن الدولة بذلت جهودًا كبيرة للتغلب على أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي بدأت في الصيف الماضي كانت نتيجة لنقص العملة الأجنبية، حيث حاولت الدولة تحقيق التوازن بين توفير السلع الأساسية وتخفيف الأحمال الكهربائية.
وأضاف الشافعي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الانتعاش الاقتصادي الناتج عن مشروعات استثمارية مثل "مشروع رأس الحكمة" وتدفق الأموال الأجنبية إلى مصر، ساهم في معالجة الأزمة التي واجهتها وزارتي الكهرباء والبترول، ما ساعد في توفير الوقود لمحطات الطاقة الكهربائية وتجنب انقطاع التيار الكهربائي في الصيف المقبل.
وأكد أن مصر تمتلك مصادر دعم متعددة مثل صندوق النقد الدولي، والاتحاد الأوروبي، ودعم الخليج من خلال المشروعات الاستثمارية، ما يساهم في تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد المصري واستمرار التيار الكهربائي خلال فترة الصيف.