شنّت إسرائيل في أقل من 24 ساعة هجمات شرسة ضد 3 دول عربية، هي اليمن ولبنان وقطاع غزة بالأراضي المحتلة، اليوم السبت، في معارك وصفها الاحتلال بـ عملية "الذراع الطولى" والتي هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدها أن حكومته لن تتردد في توجيه أي ضربات ضد أي دولة تمثل تهديدًا للكيان المحتل.
الهجوم على اليمن
وأعلنت إسرائيل أن طائراتها الحربية قصفت "أهدافا عسكرية للحوثيين" اليوم السبت، بعد يوم من هجوم بطائرة دون طيار، أعلن اليمنيون مسؤوليتهم عنه أسفر عن مقتل إسرائيلي وإصابة آخرين.
وقال المتحدث باسم جيش الإسرائيلي دانييل هاجاري في مؤتمر صحفي إن الطائرة التي شاركت في الهجوم في اليمن "عادت بسلام إلى إسرائيل قبل لحظات".
وقال إن الهجوم على الحوثيين نفذته إسرائيل بمفردها، مضيفاً أن "إسرائيل تتوقع من دول العالم أن تقف على جبهة واحدة، وهذه مصلحة دولية مشتركة".
وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الميناء الذي تعرض لهجوم عسكري إسرائيلي في اليمن ليس ميناءً "بريئاً"، وأنه يستخدم لأغراض عسكرية.
وأضاف نتنياهو أن الهجوم على ميناء اليمن "يذكّر الأعداء بأنه لا يوجد مكان لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه"، مشيراً إلى أن إسرائيل "ستدافع عن نفسها بكل الوسائل".
أعلنت إسرائيل مسئوليتها رسميا عن قصف اليمن، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى أن طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي هاجمت مؤخرًا أهدافًا عسكرية لنظام الحوثى فى منطقة ميناء الحديدة في اليمن، ردًا على مئات الهجمات ضد دولة إسرائيل في الأشهر الأخيرة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الضربة نفذتها 12 طائرة من طراز إف 35، وأكد شهود عيان فى إيلات لوسائل إعلام عبرية أنهم شاهدوا انطلاق مقاتلات إسرائيلية من قاعدة نيفتيم فى النقب باتجاه البحر الأحمر قبل نحو ساعتين من الغارات.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية، أنه تم استدعاء أعضاء الحكومة الإسرائيلية وإخطارهم قبل بدء الهجوم على الحديدة بـ 45 دقيقة، ووافق مجلس الوزراء على خطط الهجوم.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الجمعة، أن مناقشات جرت خلال الساعات الماضية في إسرائيل بشأن الرد على الهجوم بالمسيرة على تل أبيب.
وأشارت، إلى أن المشاورات جرت بمشاركة المستوى السياسي الإسرائيلي وتناولت شكل الرد على هجوم المسيرة الحوثية.
وأوضحت البث العبرية، أن المستوى العسكري والأمني بإسرائيل بحث توجيه ضربة قوية داخل الأراضي اليمنية.
وأفاد شهود عيان في إسرائيل أنهم شاهدوا طائرات حربية إسرائيلية تقلع من قاعدة نافاتيم في النقب، متجهة نحو البحر الأحمر، قبل ساعتين تقريبًا من الغارة. وهذا يتماشى مع التقارير عن العملية المنسقة التي تشمل طائرات مقاتلة متقدمة.
وتؤكد هذه العملية المشتركة على المشاركة العميقة للقوى الدولية في الصراع اليمني، مما يعكس المخاطر الجيوسياسية الأوسع.
وتعتبر الضربة بمثابة تحذير صارم لإيران ووكلائها في المنطقة، مما يدل على استعداد إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة للرد بقوة على التهديدات.
وزير الحرب الإسرائيلي يهدد بإشعال المنطقة
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، اليوم السبت، على الهجوم الذي استهدف ميناء الحديدة في اليمن، وقال: إن الحريق المشتعل الآن في الحديدة يمكن رؤيته في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهذا الأمر له آثار واضحة".
وأضاف: لقد هاجمنا الحوثيون أكثر من 200 مرة - في المرة الأولى التي ضربوا فيها مواطنًا إسرائيليًا قمنا بضربهم، وسنفعل ذلك أينما كان ذلك مطلوبًا".
وأضاف جالانت: "إن دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن، وهي ليست هدرا، وهم يعرفون اليوم في لبنان وغزة واليمن وأيضاً في أماكن أخرى، إذا تجرأوا على مهاجمتنا؛ فإن النتيجة ستكون نفسها".
غارات اسرائيلية على لبنان
وشهدت جبهة لبنان الجنوبية يوما عنيفًا، في تصعيد هو الأعنف، عقب قتل القيادي الميداني في حزب الله علي معتوق وثلاثة من عناصر الحزب في غارة استهدفت مبنى من ثلاثة طوابق في الجميجمة، فيما أصيب 18 مدنيا بينهم أطفال.
وقتل عنصر آخر حزب الله في استهداف سيارته في جبال البطم، وكان قد سبق ذلك اغتيال قيادي في الجماعة الإسلاميّة في بلدة غزة في البقاع.
الغارات الاسرائيلية العنيفة طالت أيضًا بلدات مجدل سلم وصفد البطيخ وشقرا، فيما استهدفت المدفعية أكثر من بلدة جنوبيّة.
وردا على ذلك، استكمل حزب الله سلسلة عملياته اليوم السبت، فاستهدف للمرة الأولى منطقة أبي ريم بصلية من صواريخ الكاتيوشا، إضافة إلى موقع رويسات العلم بصاروخ وابل الثقيل.
من جهتها، أعلنت "السرايا اللبنانية" عن استهداف موقع الراهب بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان.أطلق حزب الله اللبناني، أكثر من 55 صاروخا على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستهدفا مواقع لقوات الاحتلال الإسرائيلية، في الجليل الأعلى.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن صافرات الإنذار دوت في مستوطنات "كفار بلوم" و"بيت هيلل" و"عامر" و"كريات شمونة" و"سده ناحميا" في الشمال.
وقالت المقاومة في لبنان: أدخل مجاهدونا إلى جدول النيران مستعمرة "دفنا" للمرة الأولى وقصفوها بعشرات صواريخ الكاتيوشا".
وقالت قناة الميادين: "سقوط صواريخ في مستوطنة "عامير" في إصبع الجليل واندلاع حريق في المكان"
ومساء اليوم السبت، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، اليوم السبت ، غارة على محيط الشهابية جنوب لبنان.
كما شنّت قوات الاحتلال غارة جوية بين عدلون والخرايب قضاء صيدا وتوجه عدد كبير من سيارات الإسعاف إلى مكان الغارة في بلده عدلون.
25 غارة خلال الـ 24 ساعة في غزة
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتزامه "زيادة الضغط" العسكري على حماس، في الشهر العاشر من الحرب.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 52 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا في الغارات الإسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ 25 غارة خلال الـ 24 ساعة في غزة ودمر "بنى تحتية عسكرية" في مواقع عدة شملت مدينة رفح، وموقعاً في شمال غزة أطلقت منه صواريخ باتجاه مدينة سديروت في جنوب إسرائيل.
وقال مسعفون إن غارة جوية قتلت شخصين في مدينة رفح، التي نفذت الدبابات الإسرائيلية ضربات في شمالها قبل أن تنسحب.
وذكر الجيش الإسرائيلي إن القوات "تواصل أنشطة عملياتية دقيقة ومبنية على معلومات مخابرات في منطقة رفح".