تفاجأ العالم صباح أمس الجمعة بوجود عطل تقني عالمي أثر على معظم الخدمات والأعمال، حيث تعرضت الشركات والبنوك وشركات الطيران في جميع أنحاء العالم لـ عطل واسع النطاق في خدمات تكنولوجيا المعلومات، نتيجة توقف مفاجئ في خدمات شركة مايكروسوفت Microsoft.
وصرحت شركة مايكروسوفت العالمية لـ "صدى البلد" “نحن على علم بالمشكلة التي تؤثر على مجموعة فرعية من العملاء. نحن ندرك التأثير الذي يمكن أن يحدثه ذلك على العملاء، ونعمل على استعادة الخدمات لأولئك الذين ما زالوا يعانون من الاضطرابات في أسرع وقت ممكن”.
أوضحت الشركة أنه بالنسبة للتحديث الخاص بـ "CrowdStrike" "نحن على علم بوجود مشكلة تؤثر على أجهزة Windows بسبب تحديث من منصة برامج تابعة لجهة خارجية. ونتوقع أن يتم التوصل إلى حل قريب".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة CrowdStrike "نحن نعمل مع جميع العملاء المتأثرين لضمان عودة الأنظمة احتياطيًا، نحن نتفهم خطورة الوضع ونأسف بشدة للإزعاج والتعطيل".
وأضاف أنه تم التراجع عن التحديث الفني الذي تسبب في المشكلة، مؤكدًا أن عملاء CrowdStrike "محميون بالكامل"، وأن سبب الانقطاع لم يكن بسبب هجمة سيبرانية.
ومع ذلك، يقول خبراء إن مشكلة برنامج CrowdStrike، التي تكمن وراء الانقطاع، تمتد إلى مستوى عميق في أجهزة الكمبيوتر والأنظمة المتأثرة، مما يجعل تشغيلها لمجرد إصلاحها يمثل تحديًا هائلاً في كثير من الحالات.
ويرصد “ صدى البد” أبرز ما حدث خلال العطل العالمي الإنترنت والذي حدث أمس الجمعة وأثر على قطاعات كثيرة :
شبكات إخبارية كبرى تتوقف عن البث
عانت شبكة سكاي نيوز البريطانية وعدد من محطات البث الدولية من انقطاع الخدمة، وسط انهيار تقني عالمي مرتبط بتحديث أمني لأنظمة مايكروسوفت.
وتوقفت "سكاي نيوز" عن البث لمدة ساعة تقريبًا حتى استطاعت أن تستعيد الخدمة مرة أخرى. وقالت آنا جونز، المذيعة بالقناة، للمشاهدين إن القناة "تعمل بالحد الأدنى من طاقتها وأنها “تعمل على تحسين إنتاجها".
كما شهدت شبكات ABC، وSBS، والقناة 7، والقناة 9 في أستراليا أيضًا عن مشكلات. وتم استبدال قنوات "فوكستيل" مع رسالة تقول: “نعتذر عن هذا الانقطاع في البث وسنعود إلى البرمجة العادية في أقرب وقت ممكن”.
تأجيل آلاف الرحلات الجوية
وفقًا لموقع FlightAware.com فإنه تم تأجيل ما يقرب من 4500 رحلة جوية من وإلى الولايات المتحدة. وقالت شركات طيران مختلفة إن شركات الطيران في جميع أنحاء أوروبا وآسيا تشهد أيضًا اضطرابات في الرحلات الجوية.
وقالت لجنة الاتصالات الفيدرالية إنها لا تزال تعمل على تقييم التأثيرات، حيث كانت هناك تقارير عن انقطاعات في ولايات مختلفة، مثل ألاسكا، ومدن، مثل فينيكس، حيث كان النظام معطلاً لساعات ولكن تمت استعادته بشكل جزئي.
وكانت أبلغت العديد من المطارات الأوروبية عن مشكلات في تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك مطار برلين "براندنبرج" الذي أخبر العملاء بتوقع تأخيرات عند تسجيل الوصول، وفي مطار إدنبرة بالمملكة المتحدة، تسبب خطأ في الكمبيوتر في تجميد لوحات المغادرة.
فيما أبلغت أمستردام عن مشكلات تتعلق بالرحلات الجوية المتأثرة، وكذلك المطارات في نيوزيلندا واليابان والهند، كما منع مطار زيورخ، أكبر مطار في سويسرا، الطائرات من الهبوط حاليا.
إغلاق الخدمات العامة
وتم إغلاق عدد من الخدمات الحكومية الأمريكية المقدمة للجمهور أو تواجه آثار انقطاع الخدمة في أجزاء من الولايات المتحدة.
وأفادت بعض الولايات منها تينيسي ونورث كارولينا وجورجيا أنها لا تستطيع الوصول إلى بعض خدمات السائقين الخاصة بها.
تضرر آلاف العمليات الجراحية في بريطانيا
وتضررت الآلاف من العمليات الجراحية للأطباء العامين في إنجلترا بسبب انقطاع تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم. ويقوم مسؤولو الأزمات الحكوميون بتنسيق الاستجابة، وتم تفعيل نظام “كوبرا” الذي يتعامل مع مسائل الطوارئ الوطنية أو الاضطرابات الكبرى.
كما واجهت بعض خدمات الرعاية الثانوية أيضًا مشكلات بعد الانقطاع، بما في ذلك صندوق مستشفى الأميرة ألكسندرا التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، حيث أثر ذلك على أنظمة قائمة الموظفين الداخلية بالإضافة إلى التذكيرات النصية لمواعيد المرضى.
تعطل البنوك والشركات الكبرى
تواجه البنوك والشركات الكبرى في جميع أنحاء العالم مشكلات كبيرة بعد انقطاع شبكة تكنولوجيا المعلومات العالمية.
وأصدرت شركة Visa بيانًا قالت فيه إنها تدرك أن بعض الأشخاص غير قادرين على سداد المدفوعات.
وقال متحدث باسم شركة Visa :"نحن على علم بالتقارير التي تفيد بعدم قدرة الأشخاص على سداد المدفوعات ونعمل مع عملاء مؤسستنا المالية لفهم أي تأثير على خدماتهم لحاملي البطاقات والتجار".
ضربة كبيرة للأسهم الأمريكية والبريطانية
شهدت الأسهم الأمريكية والبريطانية إنخفاضًا ملحوظًا نتيجة انقطاع عالمي لخدمات مايكروسوفت أدت إلى توقف الرحلات الجوية وتعطل خدمات البنوك وشركات الاتصالات والإعلام والأنظمة الصحية وغيرها.
وتراجعت الأسهم الأمريكية مع هدوء المخاوف بشأن انقطاع تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم، حيث تتطلع بورصة وول ستريت إلى التعافي من عمليات البيع التي شهدت توقف مؤشر “داو جونز” لسلسلة من المكاسب واستمرار االانخفاض في أسهم التكنولوجيا.
كما تراجعت أسهم لندن، حيث انخفض مؤشر فوتسي 100 للأسهم القيادية بنسبة 0.6%، ومن المقرر أن ينهي الأسبوع على انخفاض.