يبدو أنه لا يمكن إنكار أن جو بايدن شهد تراجعا كبيراً خلال السنوات الأربع الماضية، وقد ترك الناس في حيرة من أمرهم حول كيفية حدوث ذلك.. الولايات المتحدة من أقوى الحكومات في تاريخ العالم، ويهيمن عليها حزبان سياسيان فقط.

كيف يمكن أن يكون أفضل ممثل لأحد الطرفين غير قادر على المناقشة بشكل متماسك لمدة 90 دقيقة؟

بعض المنطق الاقتصادي الأساسي يمكن أن يساعدنا في حل هذا اللغز!!

الخطوة الأولى لحل هذا اللغز هي كشف بعض الافتراضات الأساسية، في كثير من الأحيان، عندما يفكر الناس في "الحكومة"، فإنهم يفكرون فيها كما لو كانت كيانًا متجانسًا له هدف.

فإذا كانت الحكومة كياناً متجانساً يحمل في ذهنه هدفاً ما، مثل جعل أمريكا مزدهرة، فمن المنطقي أن نتوقع أن تتنافس الأحزاب السياسية من خلال إرسال أفضل مرشحيها لتحقيق هذا الهدف.

لكن هذه ليست طبيعة الحكومة… في الواقع، الحكومة ليست كيانًا متجانسًا؛ إنها مجموعة من الأفراد الذين لديهم أهداف متضاربة، ومعرفة محدودة، وحوافز متباينة.

النظام السياسي لا يختار "الأفضل والألمع"؛ فهو يختار المرشحين الأكثر قدرة على الانسجام في النظام السياسي، في بعض الأحيان يتمتع شاغلو الوظائف وكبار السن بميزة في مثل هذا النظام…دعونا نفكر في بعض الأسباب لذلك.

1- (العلاقات الراسخة)
من المرجح أن يكون لدى المرشحين الأكبر سناً علاقات راسخة مع أشخاص في مؤسسات مهمة…دعونا نقارن بين المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية لعام 2020 جو بايدن، و بيت بوتيدجيدج، من هو المرشح الذي تعتقد أنه يتمتع بصلات أكبر في اللجنة الوطنية الديمقراطية (DNC)؟

من المؤكد تقريبًا أن إجابتك هي جو بايدن… لذا، ما دامت اللجنة الوطنية الديمقراطية قادرة على التأثير على النتائج الأولية، فهل نعتقد أن قواعدها سوف تميل إلى تفضيل المرشحين ذوي العلاقات الأكثر أو الأقل؟

2- (البيروقراطية)
ولدى البيروقراطيين في واشنطن العاصمة، أيضًا حافز لدعم السياسيين الأكبر سناً.

ولكن يُطرح سؤلاً.. من هو الأكثر احتمالا لإحداث تغيير جذري في المشهد البيروقراطي؟ رجل دولة مسن قضى عقودا من الزمن في التفاعل مع البيروقراطيين الفيدراليين واعتاد على كيفية إدارته، أم شاب مغرور ليس لديه أفكار مسبقة حول كيفية "إنجاز الأمور" في السياسة؟

إذا كان صحيحًا أن جو بايدن يواجه الكثير من المشاكل خلف الأبواب المغلقة كما واجه في المناظرة، فلماذا يبدو أن الناس أكثر قلقًا بشأن إمكانية انتخابه أكثر من اهتمامه بقدرته على أن يكون الرئيس التنفيذي؟ وربما كما يدرك العديد من الأميركيين، سيستمر النظام الإداري في التحرك بغض النظر عن السياسي الذي يشغل المنصب.

هذا النوع من الأشياء يجب أن يزعج الأشخاص المهتمين بصحة الديمقراطية.

كيف يعمل النظام السياسي حقا؟

تجدر الإشارة إلى أن المنطق أعلاه ليس قانونًا حديديًا، وفي بعض الأحيان يكون السياسيون القدامى نسبياً أكثر هامشية فيما يتعلق بمؤسساتهم الحزبية (على سبيل المثال، بيرني ساندرز ودونالد ترامب). وفي أحيان أخرى، من الممكن أن يصبح السياسيون الشباب نسبياً الذين يعدون بتغيير جذري وجهاً للمؤسسة بسرعة (على سبيل المثال، باراك أوباما).

ويمكن لهذه الاتجاهات أن تساعدنا على فهم، كيف يمكن للأحزاب السياسية أن تدعم المرشحين خارج الوقت الذي يكون فيه من المنطقي بالنسبة لهم أن يترشحوا؟؟ إن علاقات بايدن، وموافقته على الوضع الراهن، والقرارات السياسية التي يمكن التنبؤ بها - وكلها ترتبط بشكل فضفاض بعمره - هي من المزايا التي تعود على ترشيحه.

إذا كانت السياسة تدور حول اختيار أفضل شخص لتحديد أهداف حكومة متجانسة، فمن المؤكد أنه يبدو أننا لا نرسل أفضل وأذكى ما لدينا.

ومع ذلك، فإن السياسة لا تتعلق بهذا الأمر، لذلك لا ينبغي أن نتفاجأ على الأقل في بعض الهوامش، إذا تصدر الأسوأ.