في حادثة غريبة أثارت حيرة ودهشة الكثيرين، عثر مجموعة من الصيادين على جثة بحرية ضخمة وزنها 1800 كيلوجرام على متن سفينة صيد، مما دفعهم للاعتقاد بأنها تعود إلى ديناصور.
تم اكتشاف هذا المخلوق البحري الغامض في أبريل 1977 قبالة سواحل كرايستشيرش في نيوزيلندا، وتسبب في ضجة كبيرة، لكن لم يحتفظ الطاقم بالجثة على متن السفينة لفترة طويلة بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة منها.
وقرر قبطان سفينة الصيد اليابانية "زوويو مارو"، أكيرا تاناكا، إعادتها إلى البحر لتجنب إفساد الأسماك الطازجة التي اصطادوها، تاركًا الطاقم في حيرة من أمرهم.
وكان الصيادون على يقين من أنهم عثروا على "حيوان غير معروف". وقد تم التقاط صور للمخلوق الغريب وأخذ عينات من هيكله العظمي وجلده وزعانفه قبل التخلص منه.
ووصف المخلوق برقبة طويلة، وأربعة زعانف حمراء كبيرة، وذيل يبلغ طوله حوالي مترين.
وأثارت هذه الحادثة الكثير من التكهنات، حتى أن بعض علماء الجامعات من يوكوهاما وطوكيو اعتقدوا أنه قد يكون ثعبانًا بحريًا أو بليزوصور، وهو نوع من الزواحف البحرية يُعتقد أنه انقرض مع الديناصورات منذ حوالي 65 مليون سنة.
وأدت هذه الحادثة إلى موجة من الاهتمام بما يسمى "هوس البليزوصور" في اليابان، حيث أصدرت شركة الشحن تعليمات لجميع سفنها بمحاولة العثور على الجثة مرة أخرى، لكن دون جدوى.
ومع ذلك، لم يكن جميع العلماء مقتنعين بهذه النظرية، فقد علق خبير الأحافير السويدي هانز كريستيان بشرينج قائلًا: "إذا كان صحيحًا أن اليابانيين جمعوا عينات من الزعانف والجلد، فسيكون من الممكن تحديد ماهية هذا المخلوق باستخدام المجهر".
"وإذا ثبت أنه حيوان غير معروف من البحر، فسيكون ذلك بمثابة اكتشاف عظيم مثل اكتشاف سمكة السيلاكانث في عام 1938، ولكن هناك ما يدعو للشك في مزاعم وجود البليزوصورات، على سبيل المثال، حيث تغيرت البيئة البحرية والكائنات الحية التي تعيش فيها بشكل كبير منذ عصر البليزوصورات على الأرض".
وفي النهاية، قرر الخبراء أنهم لا يستطيعون الجزم بطبيعة البقايا الغامضة، لكنهم رجحوا أنها ربما تعود إلى قرش عملاق أو شيء من هذا القبيل. فعندما تبدأ أسماك القرش العملاقة بالتحلل، تفقد أنوفها وزعانفها أولًا، مما قد يجعلها تبدو وكأنها زواحف بحرية قديمة.