في عالم الموضة والجمال الحديث، تحظى الرموش الطويلة والكثيفة بشعبية كبيرة، إذ تُعتبر علامة على الجمال والجاذبية، ولكن هل تستحق الإقبال الواسع والتكاليف الباهظة والمخاطر الصحية التي قد تنطوي عليها؟.
تركيب الرموش الدائم «آي لاشز»
الرموش الطبيعية تقوم بوظائف مهمة تتعلق بحماية العين، حيث تعمل على تحويل الهواء بعيدًا عن سطح مقلة العين ومنع دخول الجسيمات المحمولة في الهواء من الوصول إليها، كما تحافظ على رطوبة مقلة العين، وتحميها من العوامل البيئية الضارة.
مع انتشار استخدام الرموش الاصطناعية، التي تُصنع من ألياف متنوعة مثل “الحرير، شعر المنك”، أو حتى الألياف الاصطناعية مثل “النايلون، والبلاستيك”؛ تتزايد المخاوف بشأن التأثيرات الصحية لها، إذ يتم تثبيت الرموش الاصطناعية باستخدام الغراء، والذي يمكن أن يحتوي على مواد كيميائية قد تسبب تحسسًا لدى بعض الأشخاص، أو تهيجًا للرموش ومنطقة العين.
اختبار الحساسية
يعتبر اختبار الحساسية ضروريا قبل استخدام الرموش الاصطناعية، وغالباً ما يتم إجراؤه على الجلد للتأكد من عدم تفاعل الجلد مع الغراء المستخدم.
وبالرغم من ذلك، قد تظل المواد الكيميائية المستخدمة في الغراء مزعجة للعين الحساسة، وتسبب تهيجًا وحساسية في بعض الحالات.
وبالنظر إلى هذه المخاطر، ينصح الخبراء بالحذر عند استخدام الرموش الاصطناعية، والتأكد من شراء منتجات عالية الجودة والتي تخضع لمعايير السلامة الصحية.
وشددوا على وجوب الابتعاد عن الاستخدام المفرط والمستمر للرموش الاصطناعية؛ لتجنب المشاكل الصحية المحتملة التي قد تنجم عنها.
ويعد الاستخدام الصحيح هو الأهم، فقد وردت تقارير عن أشخاص يلصقون جفونهم معًا باستخدام لاصق الرموش، ومن المثير للقلق أنه نظرًا لأن اللاصق يوضع بالقرب من العين، فلا ينبغي أن يتلامس لاصق الرموش مع سطح العين.
ووفقًا لإحدى الدراسات، أبلغت أكثر من 60% من النساء عن إصابتهن بالتهاب القرنية والملتحمة- وهي حالة تصيب العين وتتضمن التهاب القرنية والملتحمة في نفس الوقت- بعد دخول لاصق الرموش في أعينهن.
وذكرت نفس الدراسة أن 40% من النساء أصبن برد فعل تحسسي تجاه الغراء.
غراء تركيب الرموش
تم استخدام غراء الأظافر، الذي يُعد أقوى وأكثر فعالية، في بعض الحالات كغراء للرموش بدلاً من الغراء المخصص لها، ما أدى في إحدى الحالات إلى التصاق جفني امرأة ببعضهما بعد تثبيت وصلات الرموش باستخدام غراء فائق القوة.
الدراسات أظهرت أن لاصق الرموش بأنواعه يمكن أن يشكل مخاطر صحية متنوعة، حيث اختبرت إحدى الدراسات 37 نوعًا من الغراءات المستخدمة للرموش، بحثًا عن الفورمالديهايد، المادة الكيميائية المعروفة بقدرتها على التسبب السرطان.
ووفقًا للدراسة، تبين أن 75% من الأنواع المختبرة تحتوي على الفورمالديهايد، بما في ذلك أربعة أنواع من الغراءات المستخدمة للمستهلكين من بين الأنواع التي تم اختبارها، كما أن بعض الأنواع لم تكتب على عبواتها أنها تحتوي على هذه المادة الضارة.
ويمكن للمواد الحافظة الموجودة في الغراء، أن تسبب التهاب الملتحمة السام وتآكل الظهارة (الطبقة الخارجية للعين)، ما يؤدي إلى حدوث آثار مؤلمة وقد تؤثر على البصر بشكل كبير.