قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

العديسة.. قرية لبنانية على حافة الحرب

×

تقفالعديسة، وهي قرية لبنانية صغيرة بالقرب من الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمثابة شهادة مؤرقة على الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله.

وفقا لتقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، بعد أربعة أيام من القصف الأخير، لا تزال القرية هادئة بشكل مخيف، مع وجود تهديد بتجدد الهجمات الصاروخية التي تلوح في الأفق.

وفي هذا الصباح الحار من شهر يوليو، تتنقل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الشوارع المقفرة، حيث يكون وجود سيارات الإسعاف والمسعفين الطبيين أكثر شيوعًا من وجود المدنيين.

التكلفة البشرية للصراع

وأدت المناوشات الجارية على طول "الخط الأزرق" الذي يفصل بين الأراضي المحتلة واللبنانية إلى تصعيد التوترات، مما أثار مخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق.

ويعلق المقدم خوسيه إيريسارّي، وهو ضابط إسباني في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، على الغياب الصارخ للحياة، قائلاً: "من هنا وحتى نهاية العديسة، لن نرى الناس في الشوارع".. لقد تعرضت القرية، إلى جانب قرية كفركلا المجاورة، للدمار، وقد تميزت بالأنقاض والحطام، وبقايا المنازل التي كانت ذات يوم فخورة.

مشهد يشوبه العنف

الدمار واضح.. ولا تزال المباني التي نجت من الضربات المباشرة تحمل ندوب الصراع، حيث تحطمت نوافذها وأبوابها المعدنية الملتوية.. إن علم حزب الله الموجود بين الأنقاض هو بمثابة تذكير بالولاءات المعقدة في المنطقة والصراع المستمر.. وعلى الرغم من الدمار، لا تزال علامات الصمود قائمة؛ وقد تم رفع الأعلام الحمراء والسوداء في تحدٍ لإحياء ذكرى عاشوراء.

التأثير على المجتمع ومقدمي الرعاية

وتتفاقم الأزمة الإنسانية في الوقت الذي تعاني فيه البنية التحتية الصحية المحلية تحت وطأة النزاع.

وقد فقد ما لا يقل عن 16 عاملاً صحياً حياتهم منذ أكتوبر 2023، مما ترك المجتمعات محرومة من الخدمات الأساسية.

ولم تجد قافلة الأمم المتحدة إلا القليل من علامات الحياة، حيث لم يتم رصد سوى عدد قليل من الأفراد وهم يتجولون في الشوارع، مما يدل على النزوح واسع النطاق الذي يؤثر على السكان اللبنانيين والإسرائيليين.

دورة من التصعيد

بدأ التصعيد الأخير في أعقاب هجوم إسرائيل على قطاع غزة واقتحامه، مما دفع حزب الله إلى شن ضربات انتقامية. وأدى هذا التبادل المتبادل إلى مقتل أكثر من 543 شخصًا في لبنان، معظمهم من مقاتلي حزب الله، إلى جانب الأضرار الجانبية التي لحقت بالمدنيين الأبرياء. وفي المقابل، تم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 30 إسرائيليًا، مما يسلط الضوء على الطبيعة العشوائية للصراع.

توازن القوى الهش

وبينما يقوم المقدم إيريسارّي بمسح المناظر الطبيعية، فإنه يفكر في التغييرات الصارخة التي حدثت في الوقت الذي كانت فيه العديسة مجتمعًا مسالمًا.

ويثير قرب الأراضي الإسرائيلية المخاوف؛ وتم إسكات الأذان، الذي كان صوتًا مألوفًا في السابق. وقد أجبر العنف المستمر ما يقرب من 150,000 شخص على النزوح من جانبي الحدود، مما أدى إلى تحويل المجتمعات النابضة بالحياة إلى مدن أشباح.

التحديات المقبلة

يشير المحللون إلى أن كلاً من إسرائيل وحزب الله عالقان في دائرة من التصعيد، مع عدم رغبة أي من الطرفين في التراجع.

ووصف العميد اللبناني المتقاعد خليل الحلو الوضع الحالي بأنه "حرب استنزاف" تضر بجميع الأطراف المعنية. وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً لاستعادة الحياة الطبيعية لمواطنيها، في حين يعاني حزب الله من خسارة مقاتليه وتضاؤل ​​الدعم الشعبي.

البحث عن طريق لوقف إطلاق النار

قد يوفر وقف إطلاق النار المحتمل في غزة بصيصاً من الأمل، حيث أشار حزب الله إلى استعداده لوقف الهجمات إذا انسحبت القوات الإسرائيلية من غزة، إلا أن تعقيدات الوضع لا تزال مروعة، وتقابل مطالبة إسرائيل لحزب الله بنقل مقاتليه بعيداً عن الحدود بالتشكيك، حيث أن هذه المجتمعات كانت متشابكة منذ فترة طويلة مع وجود الجماعة.