قالت دار الإفتاء، إنه يستحب إسباغ الوضوء بإتمامه وإبلاغه موضعه وغسل ما فوق الواجب من أعضاء الوضوء أو مسحه؛ وليس المراد من إسباغ الوضوء: الإكثار من صبِّ الماء على الأعضاء دون الحاجة وفوق حدِّ الاعتدال، أو غسل العضو أكثر من ثلاث مرات؛ فهذا إسرافٌ منهيٌّ عنه شرعًا، ولا تعارض بين إسباغ الوضوء المأمور به والإسراف المنهي عنه شرعًا؛ إذ لا يأمر الشارع الحكيم بما فيه تعارض أو تناقض.
وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى، فَالصَّلَوَاتُ الْمَكْتُوبَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ». صحيح مسلم.
وإسباغ الوضوء يعني إتمامه وإكماله والمبالغة فيه، وحثَّ الشرع الشريف على إسباغ الوضوء وإتقانه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ؛ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» رواه مسلم في "صحيحه".
إسباغ الوضوء
وقال الدكتور رمضان عبد الرازق، من علماء الأزهر، إن النبي -صلى الله عليه وسلم-أمرنا بإسباغ الوضوء، والمقصود بمعنى الإسباغ هو الوضوء بهدوء وبشكل جيد.
وشدد رمضان عبد الرازق، على ضرورة تنفيذ كل خطوات الوضوء بشكل جيد، سواء الاستنشاق أو غسل الوجه أو اليدين أو القدمين من خلال إدخال الأصابع فيما بينهم والتأكد من تخلل الماء في كل الأجزاء، والتأكد من غسل الوجه من أعلى الجبهة وحتى أسفل الذقن.
وأضاف عبد الرازق عبر فيديو نشره عبر قناته الشخصية علي يوتيوب: أن النبي الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- قد أخبرنا بأن من يسبغ الوضوء تخرج خطاياهمن جسده حتى تخرج من تحت أظفاره. وأوضح عضو اللجنة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- سوف يتعرف على أمته يوم القيامةمن خلال إسباغ الوضوء، حيث قال: تأتون يوم القيامة غر محجلين، أي بوجوه بيضاءناصعة وأيدي بيضاء من أثر الوضوء.