نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مساء أمس، ضمن فعاليات معرض بورسعيد السابع للكتاب، المقام حاليا تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ندوة بعنوان «٣٠ يونيو» والتي شهدت حوار مفتوح مع الكاتب الصحفي محمود بسيوني، وحاوره الكاتب الصحفي أحمد الخطيب.
وقال أحمد الخطيب، إن معرض كتاب بورسعيد يستضيف الكاتب الصحفي محمود بسيوني، التي تتعلق أغلب أعماله بشكل مباشر أو غير مباشر بثورة الثلاثين من يونيو، لافتا إلى أننا نحتفي بثورة 30 يونيو وندور في آفاقها.
وعرّف الخطيب محمود بسيوني قائلًا: «إنه كاتب صحفي كبير، ورئيس تحرير جريدة أخبار اليوم، ونائب رئيس قنوات دي إم سي، وعضو المركز القومي لحقوق الإنسان، وقد التحق بعضوية المركز القومي لحقوق الإنسان لمحاربة تنظيم الإخوان ومنظماته، سواء كان ذلك داخليًا وخارجيًا، وله باع كبير في تلك المسألة فضلا عن كونه متخصصًا في ملفات حقوق الإنسان التي تشتبك بالدرجة الأولى مع تنظيم الإخوان المسلمين، لاسيما أنه عمل كأحد المتخصصين في متابعة الجمعيات والتنظيمات، في الفترة من 2000 إلى 2010 التي كانت فترة إرهاصات أدت إلى أحداث يناير 2011 ، وصولا إلى سيطرة تنظيم الإخوان على السلطة في مصر عقب الخداع الجماهيري الذي حدث للشعب؛ حتى وإن أتى نتيجة لانتخابات حرة مباشرة».
ثم بدأ بسيوني حواره محييًا الجمهور، وإنه يتشرف بكونه أحد أبناء بورسعيد، وقد بدأ عمله الصحفي من بورسعيد عام 1997، والتحق بجريدة أخبار اليوم التي يشرف الآن برئاسة تحريرها.
واستطرد بدأت العمل الصحفي مع أحمد الخطيب عام 2004 في متابعة تنظيم الإخوان، كنت حينها في جريدة نهضة مصر، وكان هو من مؤسسي جريدة المصري اليوم، وداعا أحمد الخطيب للحديث عن شهادته عن 30 يونيو؛ لأنه كان وقتها في جريدة الوطن، ولديه قصة مهمة لابد من سماعها منه.
وتحدث الخطيب قائلا: «أنا أرى أن الإعلام كان يلعب دورا خطيرا جدا في 30 يونيو، وسأتكلم بصراحة وبوضوح بأنه مثلما كان الإعلام جزءا من المشكلة في 25 يناير وما قبلها، كان هو جزءًا من الحل في 30 يونيو، وهذا ما يمكن أن يشفع لوسائل الإعلام ما فعلته من مساعدة كبيرة قدمتها لتنظيم الإخوان في 25 يناير وما قبلها.
ففي 30 يونيو استطاعت الصحافة، واستطاع الإعلام استرداد الوعي، فبعد 2011 أدرك القطاع الإعلامي خطورة ما فعله في 25 يناير بدون وعي، أو قد يكون بوعي.
وحينما جاءت ثورة 30 يونيو أدرك الإعلام أنه يسيطر على السلطة في مصر تنظيم متطرف مثل الإخوان، وأدرك حجم الخديعة التي تمت قبل 25 يناير، وبخاصة مظلومية الإخوان التي روجوها قبل الثورة من 2004 إلى عام 2012، فقد وقع الإعلام كما وقع المواطن المصري فريسة للإخوان وآخرين، فبدأت الصحافة بعد 30 يونيو؛ تعمل بشكل ممنهج على فضح أفاعيل هذا التنظيم في النقابات، وفي الشارع وفي المساجد وفي الإعلام.
وأنا دائما ما أردد أن الإعلام أصلح خطأه الذي حدث في 25 يناير وما قبله، وبدأ دوره الوطني مع 30 يونيو.
ونحن في جريدة الوطن استضفنا مؤتمر "تمرد" الشهير في قلب جريدة الوطن؛ لأن قادة تمرد لم يكن لديهم مكان يعلنوا فيه الحركة، ولهم صورة شهيرة من مقر الجريدة، ومنها إلى ميدان التحرير.
وجريدة الوطن كانت رمزًا لكل الصحافة المصرية حين استطاع الإعلام المصري استعادة دوره المهم في ثورة 30 يونيو».
وتحدث محمود بسيوني، أنه في كثير من الأوقات لم تستطع الناس رؤية الصورة بوضوح، ودور الإعلام هو توضيح هذه الصورة، وكشف الحقائق والقيام بدوره في التقصي، وإيصال المعلومات الصحيحة.
وتابع: في عام 2009 كنت في الولايات المتحدة في دورة تدريبية، وبالصدفة وجدت كتابا يسمى "المافيا الإسلامية" لاثنين من الصحفيين الأمريكان، وكان تحقيقًا استقصائيا حول منظمة تسمى (كير)، فهي تقدم دعما ًوتبرعات ومساعدات كمؤسسة مجتمع مدني، ولكن الصحفيين كان لهما رأي آخر؛ أن مثل تلك المنظمة هي مجرد واجهة لتعاملات أخرى، وفي النهاية اكتشفا أنها كيان أشبه بالمافيا، وأنها تتبع التنظيم الدولي للإخوان، والمرشد هو الآمر الناهي لها.
ونشرت هذا العمل فحدثت مشكلة كبيرة في أوساط التنظيم، وفوجئت بمحادثة من مكتب الإرشاد توجه لي لوما كبيرا، وسؤالا عن كيفية نشر هذا الكلام عن المرشد، وطالبوا بتقديم اعتذار».
واستطرد بسيوني كان يتم تدشين مؤسسات مجتمعية شبيهة لما كان في الكتاب مثل: مؤسسة "سواسية"، ومن هنا بدأت أنتبه إلى أن عمل الإخوان لم يكن محصورا على المستوى السياسي؛ ولكن المجتمعي أيضا.
واستكمل بسيوني قائلا: «إن مجلة التايمز الأمريكية قد نشرت وثيقة عن محاولة اختراق الإخوان المسلمين لمنظمة العفو الدولية، وأضاف أن الأجيال من حاملي الجنسيات الأوروبية، هم الأخطر على الإطلاق من الأجيال الأولى، وأرى أن المرشد الجديد سيكون منهم، فلا توجد نبتة ولا مؤسسة في خارج مصر إلا وستجد أحدهم حاضرًا فيها يعطي المعلومات عن مصر، حتى أن أوروبا نفسها أدركت أنهم يحاولون صنع مجتمعات موازية داخلها، كما حدث في مصر، فهم أشبه بالفيروس المتحور من خلال استخدام الدين، ودمجه في السياسة واستخدامه لكسب تعاطف الناس».
وأضاف بسيوني إنه عندما تحاول الإضرار بمصر، فأنت تهدم آخر حصن قادر على الدفاع عن المنطقة، فالتاريخ يبدأ من مصر، وهؤلاء كل مشكلتهم معنا؛ أنهم مدركون أن الشعب المصري قادر على فعل كل ما يمكن فعله.
فعندما شعر المصريون بالخطر على بلادهم نزلوا في 30 يونيو، ومعركتنا لم تنته حتى الآن؛ فعندما قامت الحرب في غزة، رفضت مصر التهجير، وأي تدخل إسرائيلي في القطاع.
وتحاول إسرائيل جر مصر إلى حرب واضحة، بينما يحاول سيادة الرئيس رأب هذا الصدع ومواجهة الضغوط على مصر، مع الحفاظ على مواصلة التنمية ورؤية المستقبل.
وتطرق إلى أن صفقة رأس الحكمة تعد أكبر صفقة تنموية حدثت بعد 30 يونيو، وأنه لولا رفع الألغام من مدينة العلمين، وتطويرها لما كانت تلك الصفقة.
وفي ختام الندوة نوه بسيوني عن كتابه: "شفرة المرشد" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذي حدد فيه خطورة التيار الليبرالي الحقوقي، الذي يخوض باسمه المرشد معركة التخلص من المشروعات الوطنية العربية، وإنهاء أية مقاومة لتيار العولمة الرأسمالي في مصر وباقي الشرق الأوسط.