قالت دار الإفتاء المصرية، انه من المتَّفق عليه فقهًا أنَّ صلاة الاستخارة سُنَّة؛ فيُستَحبُّ لمن عزم على فعل شيء وكان لا يدري عاقبته، ولا يعرف إن كان الخير في تركه أو الإقدام عليه؛ أن يصليَ صلاة الاستخارة؛ وهي ركعتان من غير صلاة الفريضة، يقول المصلِّي بعدهما الدعاء الوارد عن النبي ﷺ: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم...» الحديث (رواه البخاري).
وقد أجاز فقهاء المالكية والشافعية أن يصلِّي الشخص عن غيره صلاة الاستخارة، كأن تُصلِّي الأُمُّ عن ابنتها والصديق عن صديقه؛ لما في ذلك من الإعانة على فعل الخير؛ لقول النبي ﷺ «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» (رواه مسلم).
كيفية صلاة الاستخارة
ورد في كيفية الاستخارة أقوالٌ ثلاثة على النحو الآتي: القول الأول: اتفقت المذاهب الأربعة على أنَّ صلاة الاستخارة تُصلّى بركعتين (من غير الفريضة)، يستحضر فيها المسلم نية الاستخارة، ثم يكون الدعاء الوارد في الحديث بعدها. القول الثاني: ذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية في قول آخر إلى أنَّ الاستخارة تجوز بالدعاء من غير صلاة في حال تعذّرت الاستخارة بالصلاة لعذرٍ شرعي. القول الثالث: ذهب بعض المالكية وبعض الشافعية في قول كذلك، ولم يصرّح بهذا القول غيرهم؛ أنَّ الاستخارة تجوز بالدعاء بعد أي صلاة فريضةً كانت أم نافلةً؛ مع نيّتها أم بغير نيتها، كتحية المسجد. إنّ الفرق بين الأقوال الثلاثة السابقة أنّ أصحاب القول الأول ذهبوا إلى أنّه لا بد من تخصيص الاستخارة بصلاة ثم الدعاء بعدها، أما أصحاب القول الثاني فقد ذهبوا إلى جواز الاستخارة بالدعاء بدون صلاة عند تعذُّر الصلاة، بينما أجاز أصحاب القول الثالث بأن يكون دعاء الاستخارة بعد أي صلاة؛ فإن صلّى صلاة الفريضة في أي وقت من صلاةٍ سرية أو جهرية، فإنّه يدعو ويستخير الله.
دعاء الاستخارة
أجمع العلماء أن دعاء الاستخارة كما قال السلف هو : " اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (تسمي الأمر ) خير لي، في ديني و معاشي و عاقبة أمري ، أو قال : عاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، و إن كنت تعلم أن هذا الأمر (تسمي الأمر ) شر لي ، في ديني و معاشي و عاقبة أمري ، أو قال: في عاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به.