زغاريد وبكاء مشاعر مختلطة سيطرت على ضيوف العارف بالله الإمام محمد أحمد الفرغل "سلطان الصعيد" تزامنا مع بدء احتفالات مولده بمدينة أبوتيج في أسيوط بعد أن حرص الآلاف من المحبين على زيارة ضريحه لإحياء ذكرى مولده حاملين أبنائهم على أكتافهم ومنهم من حرص على مسح ملابسه بالقفص الحديدي المحيط بالضريح ومنهم من قبله والمسح على شعر رؤوس أبنائهم اعتقادا من هم بالتبرك وأطلقت النساء الزغاريد وآخرين انهاروا بالبكاء متكئين على القفص الحديدي وطلب الأمنيات والدعاء وسط رائحة البخور ونسمات العطور التي يقوم بإطلاقها أصحاب النذور وتوزيع الوجبات والحلوى وفاءا للنذور عادات وتقاليد توارثها الأجيال اعتقادا منهم بالتبرك بأضرحة أولياء الله الصالحين.
خدمات ضيوف السلطان الفرغل
وتسارع محبي أولياء الله الصالحين إلى افتراش الساحة المحيطة بمسجد العارف بالله محمد أحمد الفرغل "سلطان الصعيد" والشوارع المجاورة لساحة الضريح لتقديم الوجبات لضيوف سلطان الصعيد مرتدين ملابسهم المميزة حاملين على رؤوسهم أطواقنا من الأقمشة الحمراء والخضراء تحمل كلمات "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
حلقات الذكر والإنشاد
جدير بالذكر أن الاحتفالات تستمر حتى اليوم الأول من شهر أغسطس القادم ويشارك في الليلة الختامية عدد كبير من المنشدين بالإضافة إلى إقامة حلقات الذكر التي تنظمها الطرق الصوفية بمحيط مسجد سلطان الصعيد.
يذكر أن السلطان الفرغل هو محمد بن أحمد الشهير بالسلطان الفرغل، ولد في القرن التاسع الهجري بقرية بني سميع التابعة لمدينة أبوتيج بمحافظة أسيوط، ويقع ضريج ومسجد السلطان الفرغل بوسط مدينة أبوتيج من الناحية الشرقية بالقرب من النيل، وقد توفي السلطان الفرغل سنة 850 هجريا.
وعمل السلطان الفرغل، منذ صباه برعي الغنم والزراعة وعرف بالتقوى والورع، ولقب بسلطان الصعيد ينتهي نسبة إلى آل بيت سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وخالة هو العارف بالله الشيخ على الفيل أحد أولياء الله الصالحين وله ضريح يؤمه الزائرون بقرية بني سميع بمدينة أبوتيج.
سمعا وطاعة يا سلطان الأولياء
ويرجع أطلق لقب سلطان الصعيد عليه بسبب تمتعه بحب الصعايدة ولذلك كان يطلق عليه في القصر إنه معه مفتاح الصعيد لما يتمتع به من حب جارف، وفي أحد المرات كان متواجدا بالقاهرة داخل ديوان السلطنة وقال للسلطان الحاكم "جقمق" والذي كان يحكم البلاد في عصر المماليك: "أنت وليت على البلاد فأعدل بين العباد" فرد عليه السلطان قائلا: "سمعا وطاعة يا سلطان الأولياء"، وكان رد السلطان عليه له مردودا كبيرا بين أهالي الصعيد زادهم حبا للإمام أحمد الفرغل وأصبح لقب سلطان الصعيد هو حديث كل أهالي الصعيد لدفاعه عن حقوقهم أمام سلطان البلاد ومطالبته بالعدل بينهم وبين سكان الوجه البحري.