حالة كبيرة من الارتباك سادت العالم بعدما أعلنت البنوك وشركات الطيران وشبكات التلفزيون وأنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم التي تعتمد على تطبيقات Microsoft 365 عن انقطاعات واسعة النطاق أمس، الجمعة.

أكبر عطل تقني يواجه البشرية

لم يتمكن آلاف العمال في مدن من طوكيو إلى لندن من تسجيل الدخول إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أمس، مما أثر على الشركات والخدمات العامة، مثل النقل وخدمات الطوارئ.

وألقي اللوم في الانقطاع على تحديث أمني من مجموعة CrowdStrike الأمريكية، والذي تسبب في حدوث مشكلة مع نظام التشغيل Windows الخاص بشركة Microsoft.

وتأثرت أجهزة الكمبيوتر والخوادم، مما يشير إلى أن ملايين أجهزة الكمبيوتر قد تحتاج إلى إصلاح لحل المشكلة.

وقال تروي هانت، أحد أبرز مستشاري الأمن، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "لا أعتقد أنه من المبكر جدًا أن نعلن عن ذلك: سيكون هذا أكبر انقطاع في تكنولوجيا المعلومات في التاريخ، هذا هو في الأساس ما كنا جميعًا قلقين بشأنه مع عام 2000، إلا أنه حدث بالفعل هذه المرة".

وكتب إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، على وسائل التواصل الاجتماعي: "أكبر فشل في تكنولوجيا المعلومات على الإطلاق".

وفي منشور على الإنترنت في وقت سابق أمس، الجمعة، قالت شركة مايكروسوفت إنها على علم بوجود "مشكلة" تؤثر على أجهزة ويندوز التي تعمل بوكيل CrowdStrike Falcon، والتي قد "تتعطل في حالة إعادة التشغيل".

وأضافت مايكروسوفت: "يمكننا أن نؤكد أن التحديث المتأثر تم سحبه بواسطة CrowdStrike".

وتعتبر شركة CrowdStrike واحدة من أكبر مقدمي برامج أمان "نقاط النهاية" في العالم، والتي تستخدمها الشركات لمراقبة مشاكل الأمان عبر مجموعة كبيرة من الأجهزة، من أجهزة الكمبيوتر المكتبية إلى محطات الدفع.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة كراود سترايك، جورج كورتز، إن الشركة "تعمل مع العملاء المتأثرين بعيب تم العثور عليه في تحديث محتوى واحد لمضيفي ويندوز".

وأضاف كورتز: "إن هذا ليس حادثًا أمنيًا أو هجومًا إلكترونيًا.. لقد تم تحديد المشكلة وعزلها وتم نشر حل لها".

وكانت شركات الطيران والمطارات وخدمات القطارات في جميع أنحاء العالم تبذل جهودًا حثيثة للحفاظ على سيطرتها على عملياتها.

واستمرت عمليات إلغاء الرحلات الجوية طوال اليوم، مع بعض أسوأ المشاكل في الولايات المتحدة، حيث أوقفت شركات الطيران يونايتد ودلتا وأمريكان رحلاتها في وقت مبكر من صباح الجمعة، واستأنفت يونايتد وأمريكان عملياتهما منذ ذلك الحين.

كما اضطرت قناة “سكاي نيوز” إلى تعليق بث برامجها صباح أمس، الجمعة، لكنها استأنفت البث منذ ذلك الحين.

وقال ديفيد رودس، الرئيس التنفيذي لقناة “سكاي نيوز”، في برنامج “إكس” إن القناة البريطانية "لم تتمكن من بث برامج تلفزيونية مباشرة هذا الصباح".

وكان نادي مانشستر يونايتد واحدا من العديد من أندية كرة القدم في إنجلترا وإسكتلندا التي اضطرت إلى تأخير إصدار التذاكر لمبارياتها، وأرجعت ذلك إلى "انقطاع عالمي في خوادم مايكروسوفت يؤثر على العديد من الأنظمة، بما في ذلك نظامنا".

وقال منظمو دورة الألعاب الأولمبية في باريس إن انقطاع شبكة المعلومات العالمية أثر على أنشطتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وذلك قبل أسبوع واحد فقط من استعداد المدينة لاستقبال ملايين الزوار.

كما تأثرت أغلب عيادات الطب العام في المملكة المتحدة بمشكلة تتعلق بنظام EMIS، وهو نظام لحجز المواعيد وسجلات المرضى، مما أجبر العيادات على استخدام طرق غير رقمية للتواصل مع المرضى وتقديم الخدمات.

كما تأثرت قدرة الصيدليات في المملكة المتحدة على صرف الأدوية الحيوية.

وفي ألمانيا، اضطر مستشفى جامعة شليسفيج هولشتاين، أحد أكبر المستشفيات في أوروبا، إلى إلغاء جميع العمليات الجراحية الاختيارية وإغلاق عياداته.

موقف مصر من العطل التقني العالمي

طمأنت الحكومة، المواطنين بعدم تأثر خدمات القطاعات الحيوية في البلاد بأزمة مايكروسوفت، مؤكدة انتظام العمل بشكل طبيعي في المطارات والموانئ المصرية، مع تشكيل خلية أزمة من الوزارات والجهات المعنية للوقوف على تأثيرات وتداعيات هذه الأزمة والتعامل معها.

وفي بيان رسمي، أعلن مجلس الوزراء متابعة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الأعطال التقنية العالمية تسببت في مشاكل أثرت على عدد من البلدان بما في ذلك المطارات وشركات الطيران ووسائل الإعلام والبنوك.

ووجه رئيس الوزراء، بتشكيل خلية أزمة من الوزارات والجهات المعنية للوقوف على تأثيرات وتداعيات هذه الأزمة والتعامل معها.

وفي ذات الشأن، أعلنت وزارة الطيران المدني عن تشكيل غرفة لمتابعة تطورات الموقف وأثره على حركة الطيران أولاً بأول، مؤكدةً أن جميع المطارات المصرية تعمل بشكل طبيعي حتى الآن، ولم تتأثر أي رحلات مغادرة من الأراضي المصرية طبقًا لجدول تشغيل الرحلات المقررة لها.

وشكلت وزارة الطيران المدني، تشكيل غرفة لمتابعة تطورات تعرض بعض المطارات العالمية لأعطال تقنية وأثره على حركة الطيران".

وقال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن القطاعات الحيوية مثل قطاع الاتصالات والإنترنت والتحويلات البنكية والمطارات والموانئ البحرية لم تتأثر بالعطل الفني.

وأضاف طلعت، في مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز': "أتابع مع وزير الطيران المدني، وتأكدت من أن حركة الطيران المصرية منتظمة، والأزمة ماهيتها التقنية لا تزال موضع بحث في العالم بأكمله، ونحن نترقب أن نتجاوزها بسلام".

كما أصدرت النيابة العامة بيانا، قالت فيه إنه فى إطار ما رصدته وسائل الاعلام المختلفة بشأن تعطل بعض أنظمة مايكروسوفت العالمية مما أدى إلى توقف العديد من الخدمات والمواقع الإلكترونية عالميا، فقد كلفت فريقها الفنى المتخصص بمتابعة انتظام العمل فى جميع المواقع وتطبيقات النيابة العامة" الجنائية، الأسرة، المرور"، وكذلك جميع الخدمات التى تقدمها للجمهور، فتبين أنها تعمل بانتظام.

وقال الكاتب الصحفى أحمد يعقوب، إن مصر كثفت حلال السنوات الماضية من استثمارات أمن البيانات والمعلومات، وهو ما يمكن جميع أنظمة العمل الحكومى من أداء مهام عملها بكفاءة ومستوى تأمين عالى، مؤكداً أن منظومة الأمن السيبرانى المصرى ذات كفاءة عالية ولديها جميع الإمكانيات للتصدى لأى مخاطر محتملة وتحديات عالمية.

وأوضح الكاتب الصحفى أحمد يعقوب، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن البنوك العاملة فى السوق المحلية المصرية وعددها 36 بنكا بالإضافة إلى شبكة ماكينات الصراف الآلى وعددها 23 ألف ماكينة، لم تتأثر بالعطل التقنى العالمى، موضحا أن جميع الخدمات المصرفية التى تقدمها البنوك تعمل بشكل طبيعى كالمعتاد.

ولفت إلى أن جميع أنظمة البنوك فى مصر والبورصة وسوق المال مؤمنة تماما وفقاً لأحدث المعايير الدولية، مؤكداً أن الخدمات التكنولوجية التى تأثرت بالعطل العالمى لا تستخدم فى البنوك المصرية.

وأضاف أن حجم الخسائر العالمية الناتجة عن العطل التقنى العالمى يقدر بعدة مليارات من الدولارات نتيجة التأثير واسع النطاق لتعطل الخدمات المتعلقة بشركة مايكروسوفت العالمية، لافتا إلى أهمية تشكيل الحكومة المصرية لخلية أزمة لمتابعة تداعيات الأزمة العالمية أولاً بأول بما يتيح فعالية إيجاد الحلول السريعة للتحديات.