جرح عام 1968، في الولايات المتحدة الأمريكية ضمد. لكنه لم يلتئم قط. واقع كشفت عنه مواقع أمريكية، في أعقاب عملية الاغتيال الفاشلة للرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي، دونالد ترامب.
حادثة سلطت الضوء بشكل أكبر علي ظاهرة العنف السياسي المتفشي في البلاد. إلي جانب عمق الانقسام الداخلي.
فأي دور للسياسات الأمريكية في تغذية التحريض والكراهية والعنف السياسي؟ وأي تأثير لما جري علي مسار الانتخابات؟. المشهد السياسي الأمريكي، حافل بالعديد من محاولات اغتيال سياسيين مشهورين أو مرشحين للانتخابات الرئاسة، مثلما حدث مع ترمب. ففقد انضم ترمب، إلى قائمة طويلة من التاريخ الدموي لمحاولات الاغتيال السياسية لرؤساء وسياسيين أميركيين، سواء خلال منصبهم الرئاسي أو بعده. فخلال سنوات طويلة عبر التاريخ الأمريكي، تم اغتيال أربعة رؤساء، من بينهم أبراهام لنكولن، وجيمس جارفيلد، وويليام ماكينلي، وجون كيندي. وأصيب آخرون في محاولات فشلت. ترامب، نفسه واجه عدة محاولات لاغتياله، بما في ذلك حادثة وقعت في لاس فيجاس، عندما حاول مواطن بريطاني، انتزاع مسدس من ضابط شرطة واستخدامه لإطلاق النار عليه.
المشهد المعاكس هو المألوف عندنا وبأسلحتهم، علي الأقل من أكثر من 43 عاما، أن يتعرض رئيس سابق ومرشح قوي للرئاسة، لمحاولة اغتيال في بلد يسيل فيه حبر كثير حول شبح الحرب الأهلية، فهذه مسألة ليست بعرضية. المهرجانات الانتخابية، من المفترض أنها محمية بفرق أمنية فائقة القدرات والدقة. الجمهور الذي ينام ويصحو علي شعاره "سنعيد عظمة أمريكيا مجددا". الرئيس الذي إذا ما انتخب سيكون رئيسا للقوة العظمي في العالم. النهاية العنيفة لانتخابات عام 2020، وأحداث الكابيتول، الحالة الجدلية لـ ترامب نفسه، المناظرة الرئاسية الأخيرة، مظاهر العنصرية. هذه العوامل وغيرها. تشي بأن الولايات المتحدة، ليست بخير.
ثمة من يقول إن الدولة العميقة في أمريكا، تحل وتربط في كل شيء. فإذا كان القرار بإزاحة ترامب عن المشهد. هنا السؤال، كيف أتيح له النجاة من محاولة الاغتيال؟ وإذا كانت محاولة الاغتيال حقيقية كما يعتقد كثيرون. أي ترامب، سيدخل البيت الأبيض؟. بعض الإعلام الأمريكي، يقول إن طريق ترامب، نحو البيت الأبيض، بات سهلا. وإنه قد فاز حقا في الانتخابات.
لا شك في أن مثل هذه "الخضة"، من شأنها أن تخدم أي مرشح في أي انتخابات. لكن ثمة من يضع لها في الداخل الأمريكي، مسارين. إما أن تكون فرصة لحملة ترامب، لكي تكسب أصوات الحريصين علي الوحدة ونبذ الكراهية. وإما أن تمثل حافزا إلي مزيد من الحقد وتوسع دائرة العنف. المؤكد أن الفوقية الأمريكية بالهوية حينا وبالتبعية حين أخر. كانت حاضرة في تجميل الموقف. انتقادات كثيرة وجهت إلي البيت الأبيض، ورئيسه، لضعف التعاطف. بارك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، وعلي عكس التاريخ، قال إنه لا مكان علي الإطلاق للعنف السياسي في ديمقراطيتنا. أمريكا أمام مرآتها، أزرع كراهية تحصد عنفا.