في عام 1924، قام العالم ريموند دارت بأحد الاكتشافات الأثرية الرائدة في مقاطعة شمال غرب جنوب إفريقيا، حيث عثر على جمجمة مهمة غيّرت فهمنا لتطور الإنسان.
اكتشاف مثير لجمجمة
وقد أطلق على هذه الجمجمة اسم "طفل تاونج"، وقد وصفها على أنها تنتمي لنوع جديد من الإنسان البدائي أُطلق عليه اسم Australopithecus africanus. هذا الاكتشاف يعتبر أول دليل ملموس يدعم فرضية تشارلز داروين بشأن أصول الإنسان في إفريقيا وعلاقته بالقردة.
منذ ذلك الحين، تم اكتشاف آثار أخرى مهمة لـ Australopithecus africanus في منطقة Sterkfontein، وهي منطقة مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو باعتبارها "مهد البشرية".
و تقع على بعد حوالي 70 كيلومترًا جنوب غرب بريتوريا، وتعتبر موقعًا رئيسيًا لدراسة تطور الإنسان.
خلال القرن الماضي منذ اكتشاف طفل تاونج، شهدت النقاشات العلمية جدلاً واسعاً حول عمر الحفريات الموجودة في Sterkfontein بالإضافة إلى تلك في موقع آخر يُعرف بماكابانسجات.
دراسة تسبب الجدل
هذه الحفريات، خاصة تلك الموجودة في "العضو 4"، تم تقدير أعمارها بين 3.4 مليون و3.7 مليون سنة من قبل بعض الباحثين، بينما يرجح آخرون أنها أحدث بكثير بين 2 مليون و2.6 مليون سنة.
الجدل ينشأ بشأن الأساليب المستخدمة في تحديد العمر الجيولوجي لهذه الحفريات، حيث ينشر كل فريق بحث مقالات ترفض أساليب الفريق الآخر، مما يعكس التحديات الكبيرة في مجال التأريخ والاستنتاجات العلمية المعقدة في هذا المجال.
ويتابع: “إستخدمت مع زميلتي سو دايكس، التي توفيت في عام 2019، نهجًا جديدًا لتقدير أعمار حفريات Australopithecus في Sterkfontein، أقارب بعيدين للبشر. توصلت نتائجنا للعضو 4 إلى أن أعمار الحفريات تتراوح بين حوالي 2 مليون و3.5 مليون سنة، وهذا يمتد على فترة أوسع مما كان يُعتقد سابقًا”.
تمكنت طريقتهم أيضًا من تحديد تاريخ طفل تاونج إلى 2.58 مليون سنة. نعتقد أن طريقتنا دقيقة، ولكن هناك حاجة إلى دراسات أخرى باستخدام أساليب مختلفة.