قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

موقف الحساب.. هل يسأل العبد عن عمره يوم القيامة مرتين ؟

هل يسأل العبد عن عمره يوم القيامة مرتين؟
هل يسأل العبد عن عمره يوم القيامة مرتين؟
×

هل يسأل العبد عن عمره يوم القيامة مرتين ؟، من الأمور التي يكثر البحث عن جوابها، ونرصد ما جاء في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ».

هل يسأل العبد عن عمره يوم القيامة مرتين؟

ورد عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي قال: قال رسول الله ﷺ: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟، ورَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ “. (الأنبياءُ لا يُسألونَ هذهِ الأسئلةَ الأربعةَ، يُسألونَ لإظهارِ شَرَفِهم هل بلَّغتم ).

وجاء في معنى حديث لا تزول قدما عبد يوم القيامة أنَّ الإنسانَ لا تزولُ قدمَاهُ عن موقفِ الحسابِ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعٍ. يُسألُ عن عُمُرِهِ فيما أفناهُ أي ماذا عملتَ منذُ بلغتَ، أدَّيتَ ما فرضَ اللهُ عليكَ واجتنبتَ ما حرَّمَ عليكَ فإنْ كانَ قد فَعَلَ ذلكَ نجا وسَلِمَ وإنْ لم يكنْ فعلَ ذلكَ هَلَكَ. ويُسألُ عن جسدِهِ فيما أبلاهُ فإنْ أبلاهُ في طاعةِ اللهِ سَعِدَ ونجا مع النَّاجينَ وإنْ أبلَى جَسَدَهُ في معصِيَةِ اللهِ خَسِرَ وهَلَكَ. ويُسأَلُ عَنْ عِلْمِهِ ماذَا عملَ فيهِ أي يُسألُ هل تعلّمتَ عِلْمَ الدِينِ الذي فَرضَهُ اللهُ عليكَ لأنَّ العِلْمَ الدِّينِيَّ قِسمانِ فمنْ تعلمَ القِسمَ الضَّروريَّ وعمِلَ بِهِ سَعِدَ ونَجا، ومنْ أهْملَ العملَ بعدَ أنْ تعلّمَ خَسِرَ وخابَ وهلكَ، وكذلكَ منْ لا يتعلّمُ فهوَ أيضًا من الهالكين.

يقول سيدنا النبي ﷺ: « لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ : عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ » [الترمذي]، المحافظة على الوقت، يقول الإمام الشافعي : " صاحبت الصوفية فاستفدت منهم ، أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " استفاد من المنقطعين للذكر والعبادة وكذا .. أنهم لا يريدون أن يضيعوا أوقاتهم ، وأنهم يريدوا أن ينفعوا أو ينتفعوا بكل لحظة من لحظات أعمارهم . حتى أن أبا الوفاء بن عقيل الحنبلي من علماء القرن الخامس الهجري كان لا يأكل الخبز ويأكل الأرز ؛ لأنه كان يأخذ في أكلة الخبز خمسة دقائق وفي أكلة الأرز ثلاث دقائق ، يبحث علي دقيقتين، كان يكتب وعندما يتعب من الكتابة يجلس فيفكر حتي لا يضيع الوقت ، وكان إذا دخل دورة المياه يأتي بأثنين من العبيد يتناوبان القراءة من كتاب بصوت مرتفع حتي لا يضيع وقتاً، فألف كتابًا أسماه كتاب "الفنون" في ثمانمائة مجلد ، إذا طبع اليوم يخرج في ألفين مجلد.

هل يسأل العبد عن عمره يوم القيامة مرتين؟

أيضا أبو الفرج ابن الجوزي من علماء القرن السادس الهجري ألف أكثر من خمسمائة مؤلف منها كتاب أسماه (لفته الكبد في نصيحة الولد) يخاطب فيه ابنه فيقول : " واعلم يا بني أن الأيام تبسُطُ ساعاتٍ، والساعاتُ تبسُط أنفاسًا، وكلُ نفَسٍ خزانة، فاحذر أن تُذهِبَ نفسًا في غير شيء، فترى يوم القيامة خزانةً فارغة فتندم"وهكذا كان الحرص الشديد علي الوقت .

وعندما سئل الإمام السيوطي من التدريس والتأليف ألف كتاباً في سن الأربعين أسماه (التنفيس في الإعتذار عن الإفتاء والتدريس) حتى عندما أراد أن ينسحب من التدريس ألف كتاباً ، فكان في هذا الحال له ثلاثمائة كتاب ، لكنه عندما مات في سن الستين وجدوا أنه قد ألف سبعمائة كتاب، عنصر الوقت وأهميته قيمة عامه تشمل كل الأنشطة الإسلامية ، وهكذا كان المسلمون ولذلك أنتجوا هذا الذي نراه من ذلك التراث الكبير في التراث والعمارة وفي العلم وفي الفنون .. الخ .

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: لابد علينا ألا نتأخر عن العمل، ولا نتأخر عن فعل الخيرات؛ لأننا في تسابق مع الحياة، وفي تسابق مع الوقت.