فصلٌ جديدٌ يَكتُبُهُ المحتلونَ في إسرائيلَ لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ، إذْ رفضَ الكنيست الإسرائيلي التصديقَ على مشروعِ قرارٍ يسمحُ بإقامةِ دولةٍ فلسطينيةٍ كما لو أنَّهُم يَملِكُونَ الحقَّ في إعطاءِ قُبلَةِ الحياةِ لأصحابِ الأرضِ الحقيقيين.

الكنيست

القرارُ الذي صَوَّتَ عليه أعضاءُ الكنيست الإسرائيليُّ حَظِيَ بدعمِ ثمانيةٍ وستينَ عضوا مِنهُم زعيمُ حزبِ ِ"الوحدةِ الوطنيةِ" الإسرائيلي بيني جانتس ونوابُ حزبِهِ، بينما عارضَهُ تسعةُ نوابٍ فقط ، فيما غادرَ نوابُ حزبِ زعيمِ المعارضةِ الإسرائيليةِ يائير لابيد الجَلسَةَ لتجنبِ دعمِ القرار.

الكنيست الإسرائيلي بررَ رفضَ إقامةِ دولةٍ فلسطينيةٍ كَي لا يكونَ بمثابةِ مكافأةٍ للإرهابِ، ولِكَي لا يكونَ انتصارًا لحركةِ حماس ومؤيدِيها الذين سيعتبرونَ أنَّ إقامةَ دولةٍ فلسطينيةٍ تحققَ بفضلِ أحداثِ السابعِ مِن أكتوبر.

الكنيست زَعَمَ أيضًا أنَّ إقامةَ دولةٍ فلسطينيةٍ فيما سَمَّوهُ ، - "في قلبِ أرضِ إسرائيل" - ، سيشكلُ خطرًا وجوديًّا على دولةِ الاحتلالِ ومواطنِيها، وسيؤدِّي إلى إدامةِ الصراعِ الفلسطينِي الإسرائيلِي وزعزعةِ استقرارِ المِنطَقَةِ.. وهي المزاعمُ الهاوية.

قرارُ الكنيست جاءَ قبلَ أيامٍ مِن زيارةِ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيلِي بنيامين نتنياهو للولاياتِ المتحدةِ لإلقاءِ كلمةٍ في جَلسَةٍ مشتركةٍ للكونجرس وللقاءِ الرئيسِ جو بايدن في البيتِ الأبيض،، قرارٌ مِن المُحتَمَلِ أنْ يُزعِجَ الديمقراطيينَ داخلَ أروقةِ الكونجرس الذين يشعرونَ بعدمِ الارتياحِ نتيجةَ الدعمِ المُطلَقِ لإدارةِ بايدن لحكومةِ الاحتلالِ التي تَرفُضُ حَلَّ الدولتين.

ويَبقَى السؤالُ.. مَن هُم لِكَي يرفضوا الاعترافَ بدولةِ فلسطين ..والتاريخُ يقولُ إنَّهم هُمُ الغُزاةُ المحتلونَ ..قتلةُ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ والشبابِ طيلةَ سبعةِ عقودٍ وأكثرَ.. ولمنَ يريدُ الحقيقةَ.. فعليه الرجوعَ لـ "وعدِ بلفور" لكي يعرفَ الإجابةَ ويعرفَ مَن هُم أصحابُ الأرضِ الحقيقيون.