"فوز الأديب الإسرائيلي شموئيل يوسف عجنون بجائزة نوبل عام 1966 أثار جدلاً حول التسييس وفقدان الأدب لمكانته"، كان هذا الرأي المُعبر عنه بوضوح من قِبَل الأدباء، تم منح عجنون الجائزة بالتساوي مع الكاتبة السويدية اليهودية نللي زاكس.
اتهامات بالعنصرية
على مرّ التاريخ، لم تتعرض فروع جائزة نوبل لاتهامات بالعنصرية والتسييس كما تعرضت فرع الأدب، بدءًا من الكاتب الروسي بوريس باسترناك، ومرورًا بالفائزين اليهود سابقًا، وصولًا إلى الفائز الأخير هانديكه.
شموئيل يوسف عجنون
في الذكرى الخمسين لرحيل الأديب اليهودي شموئيل يوسف عجنون، الذي رحل في 17 فبراير عام 1970، عندما كان عمره 81 عامًا، يُشدد كتاب "التفاحة الذهبية.. نساء نوبل.. الفائزات في الآداب" لخالد غازي على أن هناك اتهامات قوية تُوجه لجائزة نوبل بالتسييس والعنصرية والتحيز في اختيار الفائزين، وظهرت هذه الشبهات بشكلٍ واضح في منح الجائزة لنللي زاكس، حيث تقاسمت الجائزة مع شموئيل يوسف عجنون. وجاء تبرير فوزهما في تلك السنة بأنهما عبرا عن "القدر اليهودي" بدقة، وهو تعبير يتضمن تحيزًا واضحًا لليهود وإسرائيل.
وأشار المؤلف إلى أن فوز الأديبين اليهوديين في تلك الجائزة أُعتبر حينها دليلاً على ميول العنصرية والتحيز في هذه الجائزة الرفيعة، بسبب تعصب زاكس وعجنون تجاه اليهود.
يُوضح كتاب "قالوا.. التاريخ مجرد (قيل وقال)" للكاتب عبدالله محمد أبو علم، مدى تعصب الأديب الإسرائيلي وازدرائه للعرب والفلسطينيين. ففي روايته "تمول شلشوم"، وصف العرب بأنهم "يشبهون الكلاب في جلستهم" واعتبرهم "أعداء الحضارة"، وأشار إلى تحويلهم لمركز الحضارة اليهودية القديمة في فلسطين إلى "اسطبلات لحميرهم".
الغريب أن ما يؤكد تسييس الجائزة حصول زاكس وعجنون عليها، وجود أسماء أكبر منهم في القيمة الأدبية، وأكثرهم منهم إنتاجا وشهرة، ولكن هذا لم يشفع للجنة نوبل إعطاء لأى منهم الجائزة.
وطبقًا لشروط ولوائح الأكاديمية فإنها لا تسمح بالاطلاع على أسرار أى دورة من دورات الجائزة إلا بعد مرور 50 سنة، ومع حلول عام 2016 أصبح متاحا معرفة من ترشحوا للجائزة في عام 1966، وبالنسبة لتلك العام أجازت الأكاديمية 99 طلب ترشيح فقط لـ72 مرشحًا، منها 10 طلبات لكتاب يترشحون للمرة الأولى: بيتر جراس، جوهان بورجن، أليكساندر أرنوكس، كارلو إميليو جاددا، فيتولد غومبروفيتش، تيرى مولينيه، هنرى مولر، والتر بابست، هنرى سيمون، وأرنولد ويسكر، بالإضافة إلى ياسونارى كواباتا، صمويل بيكيت، بابلو نيرودا، وأندريا مالرو.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن فى تقرير لجنة تحكيم هذه الدورة، اختار أنديرس أوسترلينج، رئيس اللجنة، الكاتب اليابانى ياسونارى كواباتا، على رأس المرشحين للجائزة، هو ما أكد نظرة البعض بأن الأكاديمية السويدية تغازل إسرائيل بالجائزة، وإمعانًا فى المغازلة تمنحها مناصفة لكاتبين من أصول يهودية، على الرغم من وجود أسماء مثل ياسونارى كواباتا، صمويل بيكيت، بابلو نيرودا، وأندريا مالرو، ضمن المرشحين للجائزة.