تسبب اختيار المرشح الجمهوري بانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب لـ جيه دي فانس ليكون نائبا للرئيس في إثارة المخاوف بجميع أنحاء أوروبا.
ووفقا لما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، يخشى الخبراء من أن إدارة ترامب التي سيتأثر بها فانس سوف تدفع باتجاه سياسة خارجية تقوم على معاملات "أمريكا أولا".
وقد يؤدي هذا النهج إلى قيام الولايات المتحدة بالضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات لفلاديمير بوتين والسعي إلى السلام مع روسيا.
مخاوف الدبلوماسيين الأوروبيين
ووصف أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين في واشنطن هذا الاختيار بأنه «أخبار رهيبة» بالنسبة لأوكرانيا.
وذكر الدبلوماسي أن "فانس ليس حليفنا"، مما يعكس القلق الأوسع بين المسؤولين الأوروبيين بشأن التداعيات المحتملة على العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا.
عدم القدرة على التنبؤ بسياسات ترامب
كثيرا ما يصف الدبلوماسيون والمراقبون الأجانب سياسات ترامب بأنها "صندوق أسود"، مما يجعل من الصعب التنبؤ بأفعاله، ويأمل البعض أن يتمكن مستشارون مثل مستشار الأمن القومي السابق روبرت أوبراين من ضمان الاستمرارية في السياسة الخارجية، ومع ذلك، فإن وجود فانس في الإدارة يمكن أن يزيد من الشكوك تجاه أوكرانيا وأوروبا.
آراء الخبراء حول تأثير ترشيح فانس
وسلط مايكل ماكفول، مدير معهد فريمان سبوجلي للدراسات الدولية والسفير السابق لدى روسيا، الضوء على الاختيار الصعب الذي يواجه الناخبين الأميركيين. وقال ماكفول: “باختيار فانس، أوضح ترامب خيارا واضحا للغاية بشأن السياسة الخارجية”، مقارنا نهج بايدن في تعزيز الديمقراطية مع احتضان ترامب وفانس للمستبدين.
موقف فانس العام من السياسة الخارجية
انتقد فانس علنًا المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، ودعا إلى إجراء مفاوضات مع روسيا، على الرغم من إحجام أوكرانيا عن المشاركة في المحادثات. كما أدان تعامل إدارة بايدن مع حرب إسرائيل في غزة، واقترح على الولايات المتحدة أن تسمح لإسرائيل “بإكمال المهمة”.
الدعوة لحلف شمال الأطلسي والسياسات التجارية
وحث فانس الدول الأوروبية على المساهمة بشكل أكبر في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودعا إلى سياسات تجارية عدوانية لحماية مصالح الولايات المتحدة ضد الصين.
وكتب فانس: "لقد وفرت الولايات المتحدة غطاءً أمنيًا لأوروبا لفترة طويلة جدًا"، وحث على تحويل التركيز نحو شرق آسيا.
ردود أفعال من شخصيات جمهورية ومحافظة
وأشارت إيما أشفورد، وهي زميلة بارزة في مركز ستيمسون، إلى أن فانس يمثل جناحًا قوميًا وحمائيًا في الحزب الجمهوري.
وقد أصبحت هذه المجموعة، التي أنشأها ترامب في عام 2016، أكثر بروزاً، حيث دعت إلى سياسات تختلف بشكل حاد عن مواقف الجمهوريين التقليدية.
تأثير الجهات المانحة الرئيسية
وتشير التقارير إلى أن كبار المانحين مثل إيلون ماسك، وتاكر كارلسون، وديفيد ساكس، لعبوا دورًا مهمًا في تأمين ترشيح فانس. لقد انتقد هؤلاء المانحون دعم بايدن لأوكرانيا وهم جزء من مجموعة أوسع من مليارديرات التكنولوجيا الذين يتشددون بشأن الصين.
معارضة الجمهوريين التقليديين
لقد أثار ترشيح فانس استفزاز بعض الجمهوريين التقليديين، وانتقدت عضوة الكونجرس السابقة ليز تشيني فانس لموقفه من روسيا، بحجة أن الحزب الجمهوري الحالي لم يعد يتوافق مع مبادئ لينكولن أو ريغان أو الدستور.
التطور السياسي لفانس
وتحول فانس، المعروف بكتابه «مرثية هيلبيلي»، من ناقد لترامب إلى نائبه في الانتخابات، إن انتقاداته للمساعدات المقدمة لأوكرانيا ودعواته لأوروبا لتحمل المزيد من المسؤولية عن أمنها تعكس موقفه السياسي المتطور.
الآثار المترتبة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة
وتشير تصريحات فانس في مؤتمر ميونيخ الأمني، حيث قلل من أهمية التهديد الروسي ودعا إلى التركيز على آسيا، إلى تحول كبير في أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وتدعم تعليقات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الأخيرة هذا الرأي، مما يشير إلى أن ترامب قد يعمل كوسيط سلام في الصراع الأوكراني.
اتجاه جديد للسياسة الخارجية الأميركية؟
ويشير اختيار فانس لمنصب نائب الرئيس إلى تحول محتمل نحو سياسة خارجية أمريكية أكثر انعزالية ومعاملات. ويثير هذا التطور مخاوف كبيرة بين الحلفاء الأوروبيين بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا والعلاقات عبر الأطلسي على نطاق أوسع.